تعرف على أسباب عدم فوز الافارقة بالمونديال

أسباب عدم فوز الافارقة بالمونديال

لهذه الأسباب لن يفوز الأفارقة بالمونديال!


الانتصارات التي يمكن أن تتكرر لا مكان فيها للقراءة في الكَفّ أو في الفناجين.
من الواضح أن هناك إطاراً معيناً للذهنية يُعيق ممثلي القارة السمراء الذين لا يبدو أنهم مسلحين بشكل كافٍ بالدوافع المطلوبة.
أثبتت التجربة أن المتشبعين بثقافة الثقة في النفس والانتصار يقولون دوما إن الحظ يمكن أن يكون عاملاً مهما في صنع انتصارات ظرفية لا تتكرر.
* * *
بعد أداء المنتخب الغاني الذي أوصله إلى ربع نهائي كأس العالم 2010 ليصبح ثالث منتخب إفريقي يصل إلى هذه المرحلة بعد منتخب السنغال عام 2002 ومن قبله الكاميرون عام 1990، توقع العديد من المراقبين أن تكون للكرة الأفريقية كلمتها عالمياً في السنوات المقبلة.
بل إن أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية بيليه اعتبر أن المنتخبات الأفريقية لديها فرصة كبيرة للفوز بلقب كأس العالم قبل نهاية القرن الماضي، قائلاً إن كرة القدم الأفريقية تطورت كثيرا ويمكن أن تحدث مفاجآت في المونديال.
لكن الأفارقة سرعان ما خيبوا الظن، حيث لم يتجاوز أي من المنتخبات الخمسة المشاركة في دور المجموعات في مونديالي البرازيل عام 2014 ثم روسيا 2018.
صحيح أن القارة السمراء تزخر بالعديد من اللاعبين الذين ينشطون في كبريات الدوريات الأوروبية، وعندما ننظر إلى المنتخبات الأفريقية المشاركة في مونديال قطر الذي سينطلق بعد بضعة أيام، نجد أن مواصفات ما يمكن أن نطلق عليه “الفريق العصري” تتوافر بشكل كبير جداً في منتخب السنغال، المتوج مؤخراً بطلاً لإفريقيا لأول مرة في تاريخه.
فالفريق الذي شكله المدرب آليو سيسي وجد توازنا جيدا على مستوى جميع الخطوط. لكن رغم كل ذلك، لا اعتقد أن أسود التيرانغا قادرون على قلب المعادلة في مونديال قطر، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخبات الأفريقية الأخرى التي ستسافر إلى قطر، وذلك لعوامل تتجاوز الجانب الفني للاعبين.
فإذا كانت المنتخبات الأفريقية اكتفت حتى الآن بالوصول إلى ربع نهائي المونديال ثلاث مرات فقط، فذلك يرجع، بحسب رأيي المتواضع، أولاً وقبل كل شيء لمشكلة متعلقة بالعقلية أو النفسية أو الذهنية أكثر من كونها مشكلة مرتبطة بالجانب الفني، وإن كان للتنظيم والانضباط التكتيكي حصتهما في الفشل الأفريقي في المونديال.
ومن الواضح أن هناك إطاراً معيناً للذهنية يُعيق ممثلي القارة السمراء الذين لا يبدو أنهم مسلحين بشكل كافٍ بالدوافع المطلوبة. وبالتالي فإنهم لا يدخلون بطولة كأس العالم ليس من أجل الفوز بها، ولكن للحد من الضرر مع طموح إعطاء صورة أفضل، وأحياناً الاكتفاء بالخروج بهزيمة مشرفة.
فجميع المنتخبات التي مثلت أفريقيا في المونديال حتى الآن، من الكاميرون إلى غانا ونيجيريا، مروراً بالجزائر والمغرب وتونس ومصر وصولا إلى السنغال والكوت ديفوار، لم تكن لديها منذ البداية أي نية للتتويج باللقب. وكما يُقال “حتى لو لم يكن الأمل يُحرك الجبال بالضرورة، إلا أنه يَسمح لك على الأقل بمواجهة المحن بشكل أفضل”.
علاوة على العامل النفسي والذهني الذي يعد العائق الأول والأهم بالنسبة للمنتخبات الأفريقية، وبعص العوامل الأخرى التي يصعب تفسيرها إلى حد ما، فإن العوامل الخارجية، المتمثلة في المكافآت غير المدفوعة أو غير الكافية، والصراعات الإدارية وعدم توافر الظروف الملائمة من حيث البنى التحتية وغير ذلك، تلقى بظلالها على أداء اللاعبين داخل الملعب.
وهي ظروف يصعب على أي منتخب أن يفوز في ظلها ببطولة ككأس العالم، تحتاج تركيزا تاماً من الجميع وتوافر كل الأجواء الملائمة لذلك داخل الملعب وخارجه.
وأثبتت التجربة أن المتشبعين بثقافة الثقة في النفس والانتصار يقولون دوما إن الحظ يمكن أن يكون عاملاً مهما في صنع انتصارات ظرفية لا متكررة، لأن الانتصارات التي يمكن أن تتكرر لا مكان فيها للقراءة في الكَفّ أو في الفناجين.
وتلك ثقافة ما دامت غائبة عن المنتخب السنغالي وغيره من المنتخبات الأفريقية، فلن تكون لهم مكانة ضمن قائمة نادي المتوجين ببطولة كأس العالم، والذي يضم حتى الآن 8 منتخبات فقط، ما يؤكد أن الفوز بهكذا لقب يتطلب الكثير والكثير!


*آدم جابر كاتب صحفي رياضي

(القدس العربي)

[cov2019]