هل يلبي بن زايد دعوة ريفلين إلى الصلاة في القدس؟

0

هل يلبي بن زايد دعوة ريفلين إلى الصلاة في القدس؟

التحركات الفلسطينية يمكن أن تعيق خطوات التطبيع وتقلل قوة دفعها بل قد تؤثر سلبًا في قرار بن زايد إزاء دعوة ريفلين.
إدارة ترامب تدرك ضرورة الاشتباك لتوسع الدول المشاركة بالتطبيع مع الكيان بتبديد مخاوفها من تصاعد المعارضة للتطبيع.
استراتيجية فلسطين لمواجهة اتفاقات التطبيع لم تتبلور وما زالت ردود فعل يمكن أن تتطور الى عمليات تكتيكية على الارض.
تحركات فلسطينية تزداد كثافةً ردا على الاتفاق الإماراتي للتطبيع مع الكيان واستباقًا لخطوات مستجدة من دول خليجية أخرى.
* * *
تقديم الكاتب والباحث الدكتور / مازن النجار
وَجَّهَ رؤوفين ريفلين رئيس الكيان الاسرائيلي دعوة إلى ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد لزيارة القدس، علمًا بأن الامارات تؤكد ان افتتاح سفارتها سيكون في تل الربيع (تل أبيب)، وليس في مدينة القدس.

ريفلين سيوظف الزيارة لتأكيد السيادة الاسرائيلية على المدينة المقدسة؛ ذلك ان زيارة ولي عهد أبوظبي تتطلب حكمًا زيارة المدينة المحتلة لإلقاء كلمة في الكنيست الاسرائيلي، ما سيقوده حتمًا لأداء الصلاة في المسجد الاقصى؛ إذ ليس من المعقول أن لا يعرج ولي العهد محمد بن زايد للصلاة في المسجد بعد كل هذا العناء!

وفي حال لَبَّى ولي العهد بن زايد دعوة الزيارة، فإن الحدث سيحظى باهتمام دولي وفلسطيني على الأرجح، وسيرفع منسوب التوتر في الاراضي الفلسطينية، وفي مدينة القدس المحتلة.

أمرٌ لا يُعتبر مستبعدًا بعد ان استدعت السلطة الفلسطينية سفيرها في أبوظبي، في حين واصل عضو اللجنة المركزية عباس زكي هجومه على خطوة دولة الامارات التطبيعية، معتبرًا الخطوة “تخالف دستورَ الإمارات” بحسب ما ورد على لسانه عبر فضائية “النجاح الفلسطينية.
وذلك ردًّا على أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الذي قال إن القرار الإماراتي بالتطبيع “سيادي”.

رغم ذلك، فإن الإستراتيجية الفلسطينية لمواجهة الاتفاقات التطبيعية لم تتبلور بعد، وما زالت في إطار ردود الفعل التي يمكن أن تتطور الى عمليات تكتيكية على الارض، خصوصًا بعد أن دعت القيادة الفلسطينية إلى عقد اجتماع قيادي في رام الله يوم الاربعاء القادم.

اجتماعٌ وُجِّهت فيه الدعوة إلى الفصائل الفلسطينية؛ إذ أعلنت حركة حماس مشاركتها بوفد في الاجتماع المقرر الاربعاء 19 آب/ أغسطس على لسان القيادي حسن يوسف، بعد تلقيه دعوة من عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عزام الاحمد يوم امس الاثنين 17 آب/ أغسطس.

فالتحركات الفلسطينية تزداد كثافة للرد على الاتفاق الإماراتي للتطبيع مع الكيان، واستباقًا لأي خطوات مستجدة من دول خليجية أخرى.
التحركات الفلسطينية تزامنت مع تصاعد ردود الفعل الشعبية والرسمية، الرافضةِ الاتفاقَ في إيران على لسان رئيسها حسن روحاني، في حين أعلنت تركيا على لسان رئيسها أردوغان رغبتها في سحب سفيرها من الإمارات.

فيما قابله انطلاق تظاهرات شعبية في شوارع المدن الباكستانية؛ ما دفع جاريد كوشنر إلى الاشتباك مع رافضي الاتفاق الإماراتي بالدفاع عن الخطوة التطبيعية، ومهاجمة رافضي الاتفاق، بما فيهم الفلسطينيون، في لغة قوامها التهديد والوعيد.

ذلك أن صهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر في لقاء مع الصحافة العالمية نظمته الخارجية الامريكية يوم امس الاثنين شَكَّك في أهلية القيادة الفلسطينية بزعامة محمود عباس، ملمحًا الى ضرورة تَغْييرها، كما أنه هاجم حركة حماس، بل امتد هجومه إلى دولة الكويت العربية التي ترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

التحركات الفلسطينية السياسية والميدانية من الممكن ان تعيق الخطوات التطبيعية، وتحد من قوة دفعها، بل من الممكن أن تؤثر سلبًا في قرار ولي العهد الإماراتي إلقاء كلمة في الكنيست، وفي الصلاة في القدس؛ ما قد يدفع كوشنير والادارة الامريكية إلى مضاعفة الضغوط والتهديدات!

فالادارة الامريكية تدرك ضرورة الاشتباك الامريكي على أمل توسع دائرة الدول المشاركة في التطبيع مع الكيان الاسرائيلي من خلال تبديد المخاوف من تصاعد المعارضة للخطوة التطبيعية.

خطوةٌ لا تختلف من حيث الجوهر عما قام به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وَجَّه الدعوة إلى الرئيس محمود عباس لزيارة باريس؛ أملًا في امتصاص ردود الفعل الفلسطينية، والدفع نحو التهدئة، واحتواء المعارضة الفلسطينية للاتفاق التطبيعي.
*

[cov2019]