المؤسسات التعليميه بمصر… تعليم أم تدمير

0

المؤسسات التعليميه بمصر… تعليم أم تدمير

كتب/اشرف السعدني

كل انسان يعتبر ركيزه من ركائز المجتمع فإن صلح، صلح المجتمع، وان فسد كان فيه فساده ، هناك جوانب مهمه جدا في حياة الطالب تغفل عنه المؤسسات التعليمية وهوالجانب النفسي له كإنسان مختلف عن أقرانه بمشاعره وانفعالاته، طريقة حياته، الجانب الفعال من قدراته وإمكانياته، الأجزاء النشطه في دماغه وكيفية إعطاءه المعلومات بما يتناسب مع هذه الإختلافات.
بينما ما يحدث هوإلغاء للإعتبارات الرئيسية الخاصه بكل فرد من أجل سير عملية التعلم.
في هذا المقال سأقوم بتسليط الضوء على أهمية التركيز على مسارات التعلم المناسبه لكل شخص وبالتالي كيف سيؤثر ذلك على المجتمع.
إن المدارس فلها مناهج ثابته، طرق تدريس موحده وعلى الجميع اتباعها وتلقي المعلومات على أساسها ثم النجاح بتفوق حتى يضمن الطالب مستقبله بدراسة ما يحب.
ربما كان ذلك مناسبا قبل ثورة التكنولوجيا ولكن في قرن ال 21 حيث يتطلب العالم المرونه والابتكار تعتبر تلك اليه قديمه جدا، فلو طبقت المدارس اليات جديده في التعليم اخذه بعين الاعتبار التباينات الموجوده سيؤدي ذلك الى بناء مستقبل ناجح ومزدهر لجميع الطلاب ليس فقط اثناء المراحل الدراسيه ولكن ايضا في الحياة التطبيقية المهنيه.
اما الطريقه المتبعه حاليا تولد لدينا الكثير من المعوقات حيث ان الطالب الذي تناسبه هذه الطريقه يتفوق ويصبح أمل المدرسه والبلد ومحبوبا عند الجميع.
ان من كانت لديه مشكله مع هذه الأليه الثابته الجامده غير المراعيه للفروقات البشريه يقضي المراحل الدراسية ومستواه أقل من الباقين، فيكبر ولديه ملف في دماغه يعبر عن نقص في الذكاء ويساعده على ذلك الكلام السلبي الذي يتلقاه من المجتمع والمعلمين والأهل والأقران وبما أن السلبيات تولد سلبيات يؤدي ذلك الى أن يقل إبداعه وتضعف إرادته وتقل دافعيته للدراسه وتصغر صورته الذهنيه عن نفسه لشعوره بأنه عديم الفائده ولا خير فيه ولا نفع من الجهود التي يبذلها.
وهذا التوقع المنخفض الذي يتولد لدى الطالب تجاه نفسه سوف يغذي مباشرة توقع المعلمين، الأهل والأقران منه والنتيجه؟
توقف الإبداع الذي يكون مرتبط بفقدان العزم والحماس.
وأيضا كلما قل إحترام الذات تعاظمت قلة الثقه بالنفس وعدم القدرة الفرد على أن يكون شخص نافع في المجتمع.
خرج الباحث الإجتماعي والنفسي هورد كاردنر عام 1983 بنظرية الذكاء المتعدد حيث قال أن دماغ الإنسان عباره عن مجموعة أجهزة حاسوب بقدرات مختلفه وقسم الذكاءات الى ثمانية أنواع،
الذكاء المنطقي، الذكاء اللغوي، الذكاء الحركي، الذكاء الفردي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الموسيقي، الذكاء المكاني والذكاء الطبيعي.
فكل إنسان يولد ولديه نوع أوأكثر من هذه الأنواع في جيناته وهذه ممكن أن تتطور أوتضعف وتضمحل.
على سبيل المثال يولد الشخص ولديه ذكاء منطقي، فاذا توفي على سبيل المثال والداه البايولوجيين ويقومان بتربيته ابوان اخران ذكاءهم من النوع اللغوي فيحيطونه بالأدب والشعر والكتابه والخطابه ويدربونه على هذا الجانب من المعرفه، فيكبر محبا لكل ما يتعلق باللغه.
الجينات وحدها لا تلعب الدور في نشأة الإنسان بل المحيط من حوله بكل ما يحتويه يغير ويعدل ويطور من ذكاءه وقدراته.
فعندما يذهب هذا الشخص الى المدرسة يكون متفوقا لأن غالبية موادها وطريقة التدريس تصب في هذين النوعين.
أما أصحاب الذكاء الموسيقي، الحركي، الإجتماعي، وغيرهم يتم إلغاء قدراتهم فقط لأنها لم تناسب ما فرضه عليهم النهج المدرسي وهكذا يتعرض الطفل الى الظلم من قبل المحيط والأهل ويخسر هوونخسر نحن والمجتمع إنسان بقدرات هائلة بإمكانه أن يكون فردا خلاقا مؤثرا صاحب إختراعات ونظريات علميه يعمر بها الأرض بالخير ويخدم البشريه ويبقى أسما مرموقا يسجله التاريخ.
سئل مدير مدرسة ياباني ماذا تفعلوا أنتم لطلابكم الأذكياء؟ كيف تقوموا بتكريمهم؟
فأجاب مستغربا، ماذا تقصد بالطلاب الأذكياء؟
فرد السائل هؤلاء المتفوقون في مواد الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء،…
فقال المدير: نحن لا يوجد لدينا طالب ذكي واخر غبي، طلابنا جميعهم أذكياء
الذي لا يتفوق في الحسابات والرياضيات، يكون متفوقا في الرسم أوالرياضه أوالموسيقى.
بينما لدينا من يؤكد أنالإختصاصات المتميزة و المتفوقه هي الطب والصيدلة والهندسة والأعلام وأما ما دون ذلك فيحصل عليه الطالب العادي او الفاشل فكلها ليس لها فائدة للمجتمع.
من هنا أدعو المؤسسات التعليمية النظر بعين الإعتبار الى الإختلافات الموجوده بين كل شخص وأخر.
وأيضا الى تعريف القائمين عليها والأهالي بحقيقة أن كل إنسان لديه قدرات هائلة جدا المختلفه بالنوعيه متساويه تقريبا بالكمية والتي لو وجدت البيئة الحاضنه المناسبه لها ستتطور وتنجز كثيرا.
معاملة الطلاب على إنهم نسخ متكرره يؤدي الى هدر طاقاتهم وخسارة المجتمع لفرد مهم قادر على تغيير العالم بأكمله من خلال فكره، بحث، اختراع، الخ
جل ما يحتاج اليه هوالبيئه الراعيه التي تثق به وتشجعه وتدفعه الى الأمام لا ان تضعه جانبا وتشبعه بالكلام السلبي الذي يبرمجه.
توماس اديسون مخترع التيار الكهربائي الذي له أكثر من 1099 براءة اختراع طرد من المدرسه في عمر صغير وقالت عنه معلمته أنه فاسد ولكن سبب نجاحه هوانه كانت لديه ام وثقت به كثيرا حيث قال عنها:
“أمي هي التي صنعتني وشعرت انني لدي شيء لأعيش من أجله وشخص يجب أن لا أقوم بتخييب ظنه بي”
فلو لم يجد الفرد منا من يثق به من صغره ويدعمه ويساعده ويضع فيه توقعاته العاليه، بل على العكس يحط منه ومن إمكاناته،
كيف ننتظر من هذا الشخص أن يقدم شيئا للمجتمع.
يقول اديسون “العبقريه عبارة عن 1% الهام و99% جهد”
سأختم مقالي بقول ل جورج برناردشو”ما أجمل النظافه ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا”نحتاج الى تطهير عقولنا من الأفكار الجاهليه القديمه البالية الخاطئة ونتفكر أكثر ونقوم بدراسة السيرة الذاتيه لمن حققوا نجاحات كبيره في الحياة، كيف بدأوا وكيف كانوا…؟
فالنجاح والتفوق له مجموعة قوانين لوطبقناها وصلنا الى ما نريد مهما كانت ظروفنا، حياتنا، جيناتنا
وكل إنسان أيا كان بإمكانه أن يصل الى قمة النجاح في أي مجال يريده ان شاء الله.
[cov2019]