حتي نلتقي

0

حَتَّي نَلْتَقِي

 

قصة قصيرة

بِقَلَم رَمَضَان بَر

كَمْ كَانَ وَقَعَ طَلَبَهُ مِنْهَا قَاسِي حِين ضَحِكَ وَقَالَ إجْمَعِي حروفي الَّتِي دَوَّنْتهَا خَاصَّة لَك حَتَّي تُذَكِّرَك بِي بَعْد رحيلي فَنَظَرْتُْ فِي عَيْنَيْهِ والدموع تنهمر وَكَأَنَّهَا تُودِعْه حَقًّا أَوْ تَتَذَكَّر وَقَع هَذِهِ اللَّحْظَةْ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ إحْتَوِي كُلِّ شَيِّ فِيهَا وَعِنْدَهَا حَتَّي أشيائها الْبَسِيطَة وَكُلّ حَيَاتِهَا لَم تَخَلِّيَ مِنْ وُجُودِهِ وَبِصَمْتِه الحانيّة إنَّهَا تعودته .

تَعَوَّدَت هَذَا النَّبْض وَهَذَا الْعِشْق وَهَذَا الارْتِجَال كُلَّمَا رَاوَدْت قَلَمَهُ انْطَلَق كَسَيْل مِن علىي مَا كَانَ يَهْدَأ وَلَا قَلَمِه قَبْلَ أَنْ يَرِيَ نَظَرِة الرِّضَا التَّام مِنْ عَيْنَيْهَا وَحُمْرَة خَدَّيْهَا خَجَلا وَفَرْحَة .

شَتَّانَ بَيْنَ الْوُجُودِ فِي كُلِّ ثَنَايَا الْحَيَاة وَالْفِرَاق .

شَرَد ذهنها فَقَطَع عَلَيْهَا الصَّمْت وَعُمْقٌ النَّظَرَات بطبطبة حانية وَقَال لَن نخسر شَيْئًا جمعيها حَتَّي نقرئها سَوِيًّا مَعْ مُضِيِّ الْعُمْرِ

فنتذكر ونضحك أَو نتألم لنجعلها تَارِيخ يُسَجِّل لحظاتنا.

وَبِالْفِعْل أَخَذَت تحتفظ بِكُلِّ كَلِمَةٍ وَزَادَت أَن سَجَّلَت بَعْض كَلِمَاتِهَا لتتذكر مُنَاسَبَة بَعْضِ الْكَلِمَاتِ لِبَعْض الْمَوَاقِف

كُلَّمَا تَأخَّرَ تلهفته كَأَنَّهَا تخشي رَحِيلِه فَقَد زَرَعَ فِي نَفْسِهَا ذَلِك الْهَاجِس اللَّعِين إنَّهَا تخشي الْحَيَاة بِدُونِه تخشي النَّاس وَالدُّرُوب تخشي حَتَّي الْجُدْرَان أَنَّهَا لَمْ تَشْعُرْ بِالْأَمَان إلَّا بِوُجُودِه .

لَمْ يُمِرَّ كَثِيرًا مِنْ الْوَقْتِ فِي أَقَلَّ مِنْ سنة كَانَ الْقَدْرُ أَسْبَق مِنْ لهفتها

وَكَان الْوَاقِع أَصْدَقُ مِنْ خيالها إنَّهَا فقِدَت الْوَعْي شُهُور . . مذهولة لَمْ تَكُنْ تَصَدَّق وَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَدْخُلَ أَجْوَاء هَذَا الْفِرَاق فقدكانت تُحَدِّثه وَتسْمَعُ مِنْهُ ردود. كَانَت تَصَوُّرِ ذَلِكَ لِلْحُضُور كَانَتْ تَقُولُ أَسْمَعَهُم مَا تَقُولُهُ لِي إنَّهُمْ لَمْ يصدقوني بَعْد

أَمَّا زَالَت كَلِمَاتِك خَاصَّة؟ أَلَمْ تَعِدْنِي أَن نتذكرها سَوِيًّا؟وَتَكُونُ لَنَا تَارِيخ

أأسمعك إيَّاهَا بصوتي؟ أَو تُلْقِيَهَا أَنْتَ كَمَا تعودنا؟

هَذِهِ عَيْنَاي الَّتِي عطرت سَحَرِهَا وَهَذَا جَمالِي الَّذِي لَمْ أَرَاهُ إلَّا مِنْ عَيْنَيْكَ وَهَذِه كُلّ أشيائي الَّتِي تَعَانَق أشيائك هَذِه أَنَا بَعْدُ فِرَاقَك جَسَدًا خَاوِي وَفِكْر تَمِلأُه الظُّنُون وَالْخَوْف .

إن رُوحَك الَّتِي تغمرني تَذكرنِي بوصيتك وَتقَوِّي ضَعْفِي كَمَا كُنْت تَفْعَلُ دَائِمًا .

لاَبُدّ وَأن اقوي مِنْ أَجَلِك .

أَفَاقَت تَلَمْلَم كُلِّ كَلِمَةٍ كُلٍّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِهِ وجِدَت مِئات الْقَصَائِد والإرتجالات الَّتِي دونت مِنْ أَجْلِهَا فَقَط .

جمعَتهُم جَمِيعِهِم وَدُوِّنَت تَحْتَ اسْمِ رَسَائِلِه إلِيا وذكرياته الَّتِي لَن يقَوِّي عَلِيّ مَحْوهَا الْمَوْتِ أَنَّهُ حَيَاة بَعْدَ الْحَيَاةِ وَوُجُود بَعْد الْفِرَاق أَنَّه رَوْحٌ لَن تُفَارِقُنِي حَتَّي نَلْتَقِي

رَمَضَان بَر

[cov2019]