في دولة الكورونا الكمامة «جمهورية» أم «ديمقراطية»؟

0

في دولة الكورونا الكمامة «جمهورية» أم «ديمقراطية»؟

  • النتيجة المنطقية: «عدد أكبر من الكمامات، عدد أقل من الوفيات»
  • هل سيختفي «كوفيد-19» من الوجود حين يحقق السياسيون ورجال الأعمال غايتهم من افتعاله ونشره؟
  • ترامب المستخف الأكبر بـ«كورونا» وبما يتصل بالوقاية منه كابر طويلاً في رفضه وضع كمامة على وجهه!
  • في دعاية ترامب فإن «كوفيد-19» ليس أكثر من «مؤامرة صينية» لا يتعين إعطاؤها حجماً لا تستحقه.
    * * *

يقول اللغويون إن اللفظ الصحيح للواقي من انتشار فيروس «كوفيد-19» الذي بات البشر، في مشارق الأرض ومغاربها، يضعونه على وجوههم هو «الكِمامة»، بكسر الكاف، لا بفتحها.

حسناً!، فلنكسر الكاف، فالمهم ليس كيف ننطقها، وإنما حسم الجدل حول أهمية ارتدائها حماية لأنفسنا ولمن حولنا.
المستخف الأكبر بـ«كورونا» وبكل ما له صلة بالوقاية منه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كابر طويلاً في رفضه وضع كمامة على وجهه، حين يخرج في مؤتمراته الصحفية، ويلتقي بمعاونيه!

لكنه فعل ذلك أخيراً، فارتداها للمرة الأولى أثناء زيارته لمستشفى عسكري خارج واشنطن، التقى فيها بجنود مصابين وعاملين في المجال الصحي.

وترامب ليس من صنف الرجال الذي يمكن أن يعتذر عن فعل أو قول أتاه، مهما بدا خطأه فاقعاً، فكرّر كلمته الأثيرة وهو يرتدي الكمامة:
«Great»، أي «إنه لأمر عظيم أن ترتدي الكمامة في هذا المكان»، متجاهلاً السخرية التي سبق أن عبر عنها تجاه خصمه السياسي الديمقراطي جو بايدن لحرصه على ارتدائها.

في الدعاية المتقنة لترامب فإن «كوفيد-19» ليس أكثر من «مؤامرة صينية»، لا يتعين إعطاؤها حجماً لا تستحقه، رغم أن المسار المرعب للجائحة يكشف بجلاء أن الأمر من الخطورة بحيث يتعين الكفّ عن التعامل معه بهذا الطيش.

وإذا كان ترامب يتعمد، لمقاصد سياسية وانتخابية، الترويج لنظرية المؤامرة و«الفيروس الصيني»، فإن كثيرين في العالم يميلون إلى ترويج فكرة المؤامرة بالكثير من حسن النية.

فالأمر بالنسبة لهم مفتعل من الأساس وسيختفي «كوفيد-19» من الوجود حين يحقق السياسيون ورجال الأعمال غايتهم من افتعاله ونشره!
السياسيون أكثر ولعاً من سواهم بنظرية المؤامرة، ومثلهم يُصدق الأمر ملايين الناس الطيبون في العالم هذا القول ويشيعونه.

الناشطة النسوية والوطنية الفلسطينية عفاف غطاشة، المقيمة في الضفة الغربية، التي أصيبت بالفيروس كتبت على حسابها في «فيسبوك» تقول بالدارجة الفلسطينية: «فيروس كورونا مش مزحة ومش إشي سهل والأهم مش مؤامرة. ديروا بالكم على صحتكم».

طريف ما يذهب إليه تقرير على موقع «بي. بي. سي» عن تأثير الولاءات السياسية في المجتمع الأمريكي على الموقف من ارتداء الكمامة!
إذ يبدو مؤيدو الحزب الجمهوري، حزب الرئيس دونالد ترامب، أقل ميلاً من نظرائهم مؤيدي الحزب الديمقراطي لارتداء الكمامات أو مراعاة شروط التباعد، وذلك حسبما جاء في نتائج عدة استطلاعات للآراء.

مع ذلك، فإن كاتب التقرير يخلص إلى النتيجة المنطقية: «عدد أكبر من الكمامات، عدد أقل من الوفيات».
* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

[cov2019]