مَرْيَم بِقَلَم رَمَضان بَرّ

0

مَرْيَم
بِقَلَم رَمَضان بَرّ
مَرْيَم بِنتُ الخمْس سَنَوات التيْ كانَت تَأْتِي مَعَ أَبِيّها إِلَيَّ المَسْجِد
وَيَصْدِف أنَّ أَجْلِس جِوارها فَأسْلَم عَلِيّها
وَأَسالَها عَن إسْمها تَبْتَسِم إبتسامة ملائكية وَتَقُول إسَمِيَّيْ مَرْيَم ياعمو
أُلاطِفها وَتُلاطِفنِي صَلَينا
وَخَرَجتَ مَن المَسْجِد. في اليَوْم التالِي سألت عَلِيّها وَحَمَّلَت والِدها السَلام لَها
وَأَصْبَحتُ التَقِيّ بِها مَن وَقَتَ لآخَر وَكَلَ مَرّة نَلْعَب سَوِيا بِصَوْت مُنْخَفَض وَأَحْياناً نُراجِع ما حَفِظتِ مَن القُرْآن وَالأَحادِيث وَنَشَيء بَيَّنَنا وُدّ وَحُبّ مَن نُوَعّ خاصّ إِنَّ غِبتُ تسأل أبيهاعني
فَيَأْتِي خِصِّيصاً لِيُبَلِّغنِي سَلامها
وَسُؤالها أَفْرَح وَأُحاوِل رُؤْيتها
سَنَتَيْنِ عَلَيَّ هٰذا الحال
وَآخِر مَرّة غابَت مَن خَمَّسَ شُهُور تَقْرِيباً
وَبِسُؤالَيْ عَلِيّها قالَ والِدها آنَها أَصْبَحتُ تخْجَل مَن وُجُودها مَعَ الرِجال وَإِنَّها مَعَ والِدتها بِالدُور العَلَوِيّ تُصَلِّي يَوْمِيّا.
أُصَبِّح غيّابها بِعُذْر وَسُؤالها عَنِّي لِمَ يغَيِّب وَأَيَّضا سُؤالِي كُلَّما أُتِيحَت لَيّ الفُرْصَة . بِالأَمَسّ
وَعَلِيّ غَيْر عادتيي تَواجَدتَ ڤي عَمَلِي ساعَتَيْنِ زِيادَة عَن معادِيْيَ وَلا أعْرَف سَبَباً
حَتَّى أتانِي والِدها ظَنَنتُ لِلوَهْلَة الأَوَّلِيّ إِنَّهُ يَحْمِل سَلامها قابَلتِهُ بِكُلّ تَرْحِيب وَإِذا بِهِ يَقُول مَرْيَم كانَت تَحَبَّكَ وَهِيَ آتِيه بَعْدِ قَلِيل لِنُصْلِي عَلِيّها لِمَ أنْطِق أَنا الا.
بلا حَوْلِ وَلا قَوَّهَ الا بِاللّٰه
ٱهتزت الأَرْض تَحْتَ قَدَمايَ وَتَماسَكتُ مَن أجِلّ والِدها وَرحتِ أَدَّعِي لَهُ انَّ يَرْزُقهُ اللّٰه الصَبْر
سِرنا إِلَيَّ المَسْجِد وَفِيّ الطَرِيق سَأَلْتَه ماذا حَدَث
فَقالَ ٱشتكت وَجَعاً بِالأَمَسّ وَفِيّ المُسْتَشْفَى
دَخَلتَ العِنايَة المُرَكَّزَة
وَتُوُفِّيتِ مُنْذُ ساعات .
صَلَينا عَلِيّها فَخَرَجَت من المَسْجِد لَأَلَقاها وَأُحَمِّلها وَعَلِيّ وَجْهِيّ أَلْف حُزْن
حَتَّى سَأَلَنِي أَحَدَّ المُشَيِّعِيْنَ مابك وَهُو لا يَعْلَم ما كانَ بَيِّنِي وبين مَرْيَم حَكَيتُ لَهُ في كَلِمات ما كانَ بَيَّنَنا
فَقالَ ادَّعِي لِوالِدِيّها وَلَكَّ بِالصَبْر فَهِيَ مَن الأَبْرار
وَفِيّ عَوَّدتِنا كَنَّت وَوالِدها كُلْ مِنّا يَصْبِر الآخِر
رَحِمكَ اللّٰه يا مَرْيَم
بِقَلَم رَمَضان بَرّ

[cov2019]