أخطر ما في تأجيل الانتخابات الفلسطينية
أخطر ما في تأجيل الانتخابات الفلسطينية
الوضع الذي أوصلنا إليه قرار عباس ومسبباته خطير جدا على مستقبل القدس ووضعها السياسي.
لماذا تدخلنا السلطة في دوامة إعلان موعد الانتخابات وتجعل القدس التي هي رمز قضية فلسطين تكتيكاً انتخابياً؟!
كان الأولى بالسلطة التي لم يكن لديها أي تأكيد من أي جهة بخصوص موافقة الاحتلال على إجراء الانتخابات في القدس!
ألمح قرار عباس بتأجيل الانتخابات أن الانتخابات بالقدس مشروطة بموافقة الاحتلال أي لا سيادة للفلسطينيين عليها وكل ما سيحصلون عليه هو بموافقة صهيونية.
خطورة قرار رئيس السلطة بتأجيل الانتخابات لأن الصهاينة لم يعطوا قرارا بشأن الانتخابات في القدس أنه أقر شرعية الاحتلال في القدس فهي تمنح وهي تمنع.
* * *
تقديم الكاتب الصحفي أشرف السعدني
كان قرار حركة المقاومة الإسلامية حماس بالموافقة على إجراء الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني الفلسطيني، بعد أن كانت تشترط أن تكون متزامنة، هو الذي مهد لإعلان رئيس السلطة الفلسطينية إجراء الانتخابات التشريعية.
واجه قرار حماس انتقادات شديدة من أنصار الحركة في الداخل والخارج، وحتى من داخل الحركة نفسها.
كان تحليل المنتقدين ينصب على نقطة رئيسية وهي أن الهدف من الانتخابات تهيئة مؤسسات شرعية فلسطينية لتمرير صفقات تصفية القضية الفلسطينية.
الانتقادات كانت جديرة بالدراسة والتوقف عندها.
أصرت قيادة حماس على المضي قدما في قرارها، ودارت عجلة الانتخابات، وصارت حديث الشارع الفلسطيني.
الجميع كان يقول: لا انتخابات بدون القدس. لكن تفسير الشعار كان مختلفا عليه؛ فمنهم من يرى أن الشعار يعني أنه إذا لم تجر الانتخابات في القدس فلا انتخابات أبدا ولنجلس في بيوتنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ومنهم من
يرى أن الشعار يعني أننا سنواجه ونقاوم ونقاتل حتى تجري الانتخابات في القدس.
قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
هنا تكمن خطورة قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتأجيل الانتخابات لأن الصهاينة لم يعطوه بعد قرار بشأن الانتخابات في القدس.
بهذا أعطى عباس شرعية لقرارات الصهاينة على القدس، فهي التي تمنح وهي التي تمنع.
بغض النظر عن قناعتنا بالانتخابات، وبغض النظر عن صوابية أو خطأ قرار حماس بالمشاركة فيها، إلا أن الوضع الذي أوصلنا إليه قرار عباس ومسبباته وضع خطير جدا على مستقبل القدس ووضعها السياسي.
قرار عباس بتأجيل الانتخابات
لقد ألمح قرار عباس بتأجيل الانتخابات إلى أن الانتخابات بالقدس المحتلة مشروطة ومرتبطة بالموافقة الصهيونية؛ بمعنى أن لا سيادة للفلسطينيين على القدس من أي نوع كان، وأن كل ما سيحصلون عليه هناك هو بموافقة صهيونية.
كان الأولى بالسلطة التي لم يكن لديها أي تأكيد من أي جهة بخصوص موافقة الصهاينة على إجراء الانتخابات في القدس!! أن لا تدخلنا في دوامة إعلان موعد الانتخابات، وأن لا تجعل القدس التي هي رمز القضية الفلسطينية تكتيكاً انتخابياً!!
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني