الحرب الباردة بقلم (شكري صيام)
عبر سنوات العمر ،تعلمت أن النفوس تبقى صامدة على المبادئ وإن تغيرت الثوابت ،لأن المبادئ هي الشرايين التي تغذي النفس بكل بواطنها ،وهي مَعِين تستمد منه طاقتها لمقاومة الضغوط وعَبَثية الإنصهار بين مرادفات المتغيرات،بَيدَ أن الثوابت تتناقض مع ما يُظَنُ من ثوابت معانيها،فما يبدو من ثوابتها يُخفي بين الطيات تغيرات دفينة؛لتواكب واقِع مَحتوم افترضناه أو تم افتراضه كُرهاً،لإحداث موائمات بين ما نَبغيه و ما يُبتَغَى منا،أَعي ذلك و أستمِد منه المبررات التي أقنع بها عقلي الرافض للمواقف و المندهش من تتالي الانتكاسات،و أواجه بها شيطان نفسي المتربص لإثبات فَرَضِية صِدق نبوءته،رغم أن كل ما يحدث حولي ينذر بصدق نبوءة ذاك الشيطان ،و إن كنت أحاول عبثاً إثبات خطيئة نبوءته؛كي أحقق انتصاراً لعقلي ضد شيطان نفسي.وبطبيعة الحال يبقى الود موصولا،و إن قـُطِع حبل الوصال بين الأخيار،هي حقيقة لا يخالجها رياء،بيد أن الانتكاسات هي ما يُضعِف القدرة على مواجهة الشيطان،وأستمد من أريج الماضي حفنة من مضادات الوهن أملاً في انهيار الإنتكاسات .
وللكلمات بقية إن كان في العمر بقية (شكري صيام)