الصاروخ السرى الذي تسبب فى تدمير المدمرة ،”أيلات”
كتبت عزة عبد العزيز
في 21 أكتوبر 1967 بعد أربع أشهر من نكسة 67، تمت عملية المدمرة “إيلات” وهي أكبر مدمرة في أسطول إسرائيل؛ حيث تم إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية “إيلات” بعد قيام القوات البحرية المصرية بإغراقها في البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة بورسعيد.
فقد أثار غرق المدمرة “إيلات – 40” صدمة بالغة في إسرائيل وقال المسئولون فيها إنهم لم يتخيلوا هذه المهارة العربية الفائقة في إطلاق الصواريخ وتساءلوا عما حدث!
والإجابة على هذا التساؤل، أن الزورقين اللذين أغرقا المدمرة هما من بين قطع حديثة من لنشات الصواريخ التي تمتاز بسرعة خارقة، وتعمل بعقول إلكترونية وهي عقول لا تخطيء الحساب أو التقدير أبدًا.
فهي تقوم بتحديد مكان الهدف ثم تطلق عليه الصاروخ وفي نفس الوقت تتابع خط سيره إلى حد التحكم وتقوم بمطاردة الهدف إلى أن تصيبه تمامًا.
وصرح في تل أبيب البريجادير جنرال “شلومو إيريل” قائد البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت أن المصريين استخدموا صاروخًا سوفيتيا سريًا رأسه يزن طنًا لإغراق المدمرة إيلات، وأن المدمرة تحولت إلى كتلة من النيران والصلب الملتوي.
وقال ايريل أيضًا أن الهجوم كان مفاجئًا وأن طاقم المدمرة لم يكن لديه وقت إلا للبدء في زيادة السرعة والاستدارة ولفتح النيران بخمسين مدفعًا على الصاروخ الأول عندما رأوه قادمًا، ولكن الصاروخ الثاني أصابها في مقتل.
كيف غرقت إيلات ؟
روى الناجون من المدمرة الغارقة “إيلات” التفاصيل الكاملة للمعركة وقال أحد الناجين إن صاروخًا أخضر شق طريقه عبر الضباب الأبيض الذي كان يغطي بورسعيد في الساعة الخامسة والنصف وافلتت آلة التنبيه في المدمرة وأخذ البحارة مراكزهم استعدادًا للمعركة، وأتخذ القبطان موقفًا للتأهب ثم أطلقت المدافع نيرانها الثقيلة، وبعد 20 ثانية أصيبت المدمرة واهتزت السفينة كما لو كانت قد اصطدمت بحائط حجري.
ووصف أحد الناجين لحظات الغرق فقال إنه لم يكن يسمع غير صيحات الجرحى وصوت النيران، بينما تحولت السفينة إلى قطع من قطع الجحيم.
وذكر الناجون أن الأوامر صدرت إلى الجميع بالصعود إلى سطح المدمرة وإحضار الجرحى استعدادًا لمغادرتها وعندما شرع البحارة في إنزال قوارب النجاة لم يجدوا غير ثلاثة قوارب سليمة فقط.
وجاءت الضربة القاتلة قبيل الساعة الثامنة مساء عندما أصاب الصاروخ الثالث مؤخرة المدمرة فاهتزت بعنف وزحف البحارة فوق المدمرة، وقذف الانفجار بالبعض الآخر في الماء ودارت المدمرة حول نفسها ثم غرقت في المياه التي تغلي.
وبعد الساعة الثامنة بدقائق انفجر الصاروخ الرابع بين البحارة في البحر وأدى ضغط الموج العنيف إلى مصرع الكثير منهم.
[cov2019]