الفن * والثقافة …

 

 الفن * والثقافة

كتب – سمير سلامة  

توفي المطرب عبد الحليم حافظ وثروته 12 ألف جنيه وهذه الثروة يحصل عليها في حفلة واحده صبي الأراجوز من مساعدي مطربين المهرجانات ..

الأول عاش حياة فنية  بين  ألمع الشعراء  وعظماء الكتاب ، قدم أعمالاً فنية شهد لها التاريخ..  وكان أغلب المطربين في ذات الوقت يحتذون بما يقدمه، ويحاولون منافسته موضوعاً وشكلاً .. يتنافسون من يقدم عملاً جديداً راقياً جديراً باحترام الجمهور  .. وكم من الشعراء وكتاب الكلمة الحقيقيين أنتجت لهم أعمالاً فنية  .. العمل الواحد يستغرق شهوراً في اعداده بين اختيار الكلمات وانتقاء محتواها اللفظي والموسيقي … أعمالاً فنية بشركاء أهدافهم تحقيق الذات قبل المال .. !! سياق كبير يملئ الصفحات بالحديث عن تلك الفترة القريبة، عاصرها أغلب أحياء وقتنا هذا  

 

 

 

 

 

أما ثانياً هؤلاء من لا هوية لهم شكلاً وموضوعاً من يريدون التخلص من الجهل والفقر بأن يندسوا بين المجتمع ،.. وحققوا رغباتهم وتطلعاتهم من أبواب مفتوحة علي مصراعيها ..!! دون أدني رقابة وحزم علي أعمالهم الهابطة التي  أثرت  علي  شبابنا  –  لأن أصبح هذه الأغاني الهابطة  بموسيقاها  الصاخبة الشيطانية المقززة  وكلماتها البذيئة جزءاً من حياتهم وثقافتهم  .. كيف نطلق علي أعمال هؤلاء أعمالاً  فنية ،  وماذا  قدموا  للمجتمع ، وبكل أسف فئة كبيرة من الشباب استهوتهم ما يقدمونه مدعي الفن .. أمثال حاحا -وحوحا -وحنجرة -ووزه -وحمو – وشواحة –  وكوستا _وشاكوش -والديزل -والزعيم – وكزبرة … أسماء أخري  وألقاب يستحي المرء ان ينطقها.. بغير من لا يستحيي من الله والناس مطربين عرايا أمثال م ح رمضان ..

 

 

 

 

 

 صادفني حضور مجلساً لمجموعة شباب جامعيين ومنهم موصلين سماعه الأذن بالموبايل منشغلين وبعيدين تماماً عن مجاراة المجلس، أخذني فضولي لأسأل أقربهم لي مجلسا لأقول له ” بتسمع ايه سمعنا معاك “ فقال لي  ” دوشه ” فكررت ما سمعته بغرابة ” دوشه ..!!! “فقال لي مهرجان انتوا الكبار بتسموها دوشه وهوه ده اللي ماشي وقتكم غير وقتنا … / وكان رداً سريعاً  بكل قناعة، وكأن مطلوب مني موافقته .. حزنت لقناعته وقلت له بتسمع عبد الحليم مثلا هاني شاكر .. فقال لي أغاني قديمة الشباب عايزين الجديد .. / أدركت أن هذا هو تصنيف الفن عند الكثير من الشباب بزعمهم .. فن قديم وفن جديد  .. وهل الفن القديم أصابه العفن أو تغير طعمه ..!!

ياليته فن جديد انما هو هتك للإنسانية وخادش للحياء … وللأسف الغافلون المتغافلون ،من سمحوا لانتشار هذه الأغاني والفن الساقط شاركوا في هذا الجرم ضد المجتمع ، وانحدار المستوي الثقافي

[cov2019]