المدلل كوشنر يرى القضية الفلسطينية “خلافاً عقارياً”!!
ينظر كوشنر وحموه ترامب والد زوجته إيفانكا إلى الصراع العربي الإسرائيلي بأنه مجرد “خلاف عقاري” بين طرفين!
رغم مرور 100 عام على الصراع لا يزال قائما وساخنا كأنه وقع أمس وسيبقى كذلك حتى يسترد شعب فلسطين أصحاب الأرض حقوقهم ووطنهم كاملا.
لم ير ترامب وكوشنر فلسطين أبدا أرضا محتلة ولم يعترفا بقضية اللاجئين وحق العودة ووكالة “أونروا” وجرائم حرب ارتكبت ضد شعب فلسطين والعرب عبر مئة عام.
مقال كوشنر لا يستحق الرد! لخصه مؤسس موقع “كروكيد ميديا” تومي فيتور بجملة واحدة: “مقال مدرسي متعجرف وساذج كُتب كمقال رأي في وول ستريت جورنال”.
* * *
إذن هكذا كان ينظر هو ونسيبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والد زوجته إيفانكا إلى الصراع العربي الإسرائيلي بأنه مجرد “خلاف عقاري” بين طرفين!
وضمن نفس الرؤية يقترح أن نهجا تجاريا قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال والدول العربية، والسعودية تحديدا، معلنا أننا “نشاهد آخر مراحل ما يطلق عليه النزاع العربي- الإسرائيلي” مع أن الكثيرين لا يتفقون معه.
وكان كوشنر قد قال في مقال ساذج وسطحي ونرجسي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:
“ليس أكثر من خلاف عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويجب ألا يمنع علاقات إسرائيل مع بقية العالم العربي، (..)، وسيتم حله في النهاية عندما يتفق الطرفان على خط حدود عشوائي”.
المقال لا يستحق الرد عليه، وقد لخصه مؤسس موقع “كروكيد ميديا” تومي فيتور بجملة واحدة وهي: “مقال مدرسي متعجرف وساذج كُتب كمقال رأي في وول ستريت جورنال”.
ورأت بيس ليفين الصحفية في مجلة “فانيتي فير” أن كوشنر يعمل على ما يبدو مندوب طيران منذ خروجه من البيت الأبيض؛ حيث اقترح الأخير أن حل النزاع العربي- الإسرائيلي هو القدرة على زيارة دبي.
وأضافت: “لو فاز ترامب بولاية ثانية فيمكن المراهنة على أن جارد كوشنر الشاب كان قادرا على حل النزاع من خلال صيد الفلسطينيين ومنح كل واحد منهم بيتا من غرفتين وحمام وعقد حر لمدة 12 شهرا!!!”، حسب قولها.
حتى عملية التطبيع بين بعض الدول العربية والاحتلال لم تكن من وجهة نظر المدلل كوشنر وصهره ترامب سوى صفات تجارية واستثمارات مالية ومشاريع عقارية، ولم تكن سلاما، لأنه لم تكن ثمة حربا بين دولة الاحتلال وتلك الدول التي تبعد عن فلسطين ألفي كيلومتر.
لم ينظرا إلى فلسطين أبدا كأرض محتلة، ولم يعترفا بقضية اللاجئين وحق العودة ووكالة “أونروا” وبجرائم الحرب التي ارتكبت ضد شعب فلسطين والعرب على مدى مئة عام.
كانا مجرد بائعين أو سمسارين رخيصين يتقنان فن الصفقات، لكنهما كان يفتقدان للجانب الأخلاقي في كل قرار أو تصريح صدر عنهما.
لم يشاهدا أبدا مساحة الدم ولم يسمعا الصرخات التي واكبت هذا الصراع الذي لم ينته!
رغم مرور 100 عام عليه لا يزال ساخنا ومتوترا كأنه وقع أمس، وسيبقى كذلك إلى أن يحصل شعب فلسطين أصحاب الأرض الفعليين على حقوقهم كاملة على ترابهم الوطني.
* علي سعادة كاتب صحفي أردني
(السبيل)