ترامب جاسوس روسي!!
ترامب جاسوس روسي!!
جون برينان أرفع مسؤول أمني أميركي يشكك في أن ترامب جاسوس روسي يحاول معرفة مصادر المخابرات المركزية حول التدخل الروسي في الانتخابات!
“طاعة ترامب الغريبة تجاه بوتين، وازدراؤه مجتمع المخابرات الأميركية، أوجدا شكوكًا جدية في أن دونالد ترامب سيحمينا. وسيحمي أهم أسرار الأمة”.
عُثِر على وثيقة لدى ترامب “تصف الدفاعات العسكرية لحكومة أجنبية، بما في ذلك قدراتها النووية” يرجح أن هذه الحكومة روسيا وأن ترامب جاسوس روسي. لماذا؟
لماذا يكذبون جميعًا؟ ماذا كانت علاقة ترامب بالروس؟ هل كان ذلك يتعلق بالمال؟ كانت احتمالية أن يكون لدى الروس (معلومات مخترقة) موارد ترامب المالية قوية.
كان ترامب، غالبا، هدفًا لمخابرات روسيا منذ أيام الحرب الباردة الأخيرة كما يرى عشرات من قدامى المحاربين بالمخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي!
يقول رئيس وكالة المخابرات أن “يقظة ترامب لم تتلاش أبدًا خلال الإحاطة، لكن سلوكه وأسئلته كشفا بقوة أنه غير مهتم بمعرفة ما فعله الروس أو بمحاسبتهم”.
حاول ترامب تحدّي المعلومات القوية عن تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية وسعى لمعرفة ما عرفناه وكيف عرفناه. “لقد أزعجني هذا الأمر بشدة، حيث كنت قلقا بشأن ما قد يفعله بالمعلومات التي حصل عليها”.
* * *
يبدو أن الحبل بدأ يلتف حول عنق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كما تظهر التسريبات المتعلقة بضبط مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) وثائق بالغة السرّية في بيته الريفي بعد مغادرته المكتب البيضاوي العام الماضي.
في آخر تسريب نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أمس الأربعاء، تم العثور على وثيقة “تصف الدفاعات العسكرية لحكومة أجنبية، بما في ذلك قدراتها النووية”.
وتفصل بعض الوثائق “عمليات أميركية بالغة السرية تخضع لحراسة مشدّدة، إلى درجة أن عديدين من كبار مسؤولي الأمن القومي لا يعرفون بشأنها. فقط الرئيس أو بعض أعضاء حكومته أو مسؤول على مستوى قريب من مجلس الوزراء يمكنهم تفويض مسؤولين حكوميين آخرين لمعرفة تفاصيل برامج الوصول الخاصة هذه”.
وأرجح في ظل التكتم الشديد على مضمون الوثائق التي تمت مصادرتها من منزل ترامب أن الحكومة المقصودة في خبر “واشنطن بوست” هي روسيا، وأن ترامب جاسوس روسي. لماذا؟
تتطلب المستندات المتعلقة بمثل هذه العمليات السرّية للغاية تصاريح خاصة، على أساس الحاجة إلى المعرفة، وليس مجرّد تصريح سرّي للغاية، أي أن يكون هناك مبرّر رسمي للحصول على المعلومة. يمكن أن تحتوي بعض برامج الوصول الخاص على بضع عشرات من الموظفين الحكوميين المصرّح لهم بمعرفة وجود العملية.
يجري الاحتفاظ بالسجلات التي تتعامل مع مثل هذه البرامج في مكان مغلق، دائمًا تقريبًا في منشأة معلومات مقسمة وآمنة، مع وجود ضابط رقابة مخصّص للاحتفاظ بعلامات تبويب دقيقة على موقعها.
يمكن تفسير سلوك ترامب من خلال مذكرات رئيس وكالة المخابرات الأميركية الأسبق، جون برينان، حيث كتب عن لقائه بالرئيس الأميركي السابق عقب توليه منصبه بعد فوزه بالانتخابات، لإطلاعه على التقارير الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات:
“لقد قرّرت مسبقًا أنني سأشارك الجوهر الكامل لاستخبارات وكالة المخابرات المركزية وتحليلها حول التدخل الروسي في الانتخابات، من دون تقديم أي تفاصيل محدّدة عن مصدر معرفتنا. تعد المصادر والأساليب الحسّاسة المتعلقة بمكافحة التجسّس وروسيا من بين المجوهرات الأكثر قيمة في البلاد، وكنت أفتقد الثقة في أن لدى جميع الأفراد في غرفة الاجتماعات هذا الفهم المطلوب لإجراءات وضوابط التصنيف، ناهيك عن الانضباط الشخصي والنزاهة، تجنب عمليات الكشف المدمرة، سواء المتعمدة أو غير المقصودة”.
وتابع برينان في كتابه “حقيقة أن ترامب قد كدّس المديح لموقع ويكيليكس” (الذي نشأت تقاريره المحسوبة لتشويه سمعة هيلاري كلينتون ومساعدة ترامب) وأن “طاعته الغريبة تجاه فلاديمير بوتين، وازدراءه مجتمع المخابرات الأميركية، أوجدا شكوكًا جدية في أن دونالد ترامب سيحمينا. وسيحمي أهم أسرار الأمة”.
ويشير برينان إلى أن “يقظة ترامب لم تتلاش أبدًا خلال الإحاطة، لكن سلوكه وكذلك أسئلته كشفا بقوة أنه غير مهتم بمعرفة ما فعله الروس أو بمحاسبتهم”.
وبدلاً من ذلك، حاول الرئيس المنتخب تحدّي المعلومات القوية عن تدخل روسيا في الانتخابات. كان أيضًا انطباعي الواضح .. أنه كان يسعى، بالمقام الأول، إلى معرفة ما عرفناه وكيف عرفناه. لقد أزعجني هذا الأمر بشدة، حيث كنت قلقا بشأن ما قد يفعله بالمعلومات التي حصل عليها”.
وتظهر وثائق مار-آ-لاغو (منزل ترامب الريفي) إن بإمكان ترامب الوصول إلى ما حاول برينان إخفاءه. برينان أرفع مسؤول أمني أميركي يشكك في أن ترامب جاسوس روسي، يحاول معرفة مصادر المخابرات المركزية حول التدخل الروسي، فمع أنه لم تتأكد بشكل قطعي في ظل التحصين الدستوري المبالغ فيه للرئيس الأميركي إلا أن مؤشرات كثيرة تدل عليها، ومسؤولون أمنيون كبار يشيرون لذلك وليس فقط برينان، مثل كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الذي أقاله ترامب.
قبل عامين، كتب تيم وينر، مؤلف كتاب “الحماقة والمجد: أميركا وروسيا والحرب السياسية ، 1945-2020” عن تاريخ وكالة المخابرات المركزية في القرن الحادي والعشرين في “واشنطن بوست” مقالا تحت عنوان “سؤال عصرنا بلا إجابة: هل ترامب عميل لروسيا؟”.
يقول وينر “كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يعلم أن الأعضاء الرئيسيين في الدائرة المقرّبة من ترامب، مثل مستشار الأمن القومي، مايكل فلين، كانوا يكذبون بشأن علاقاتهم بروسيا. كذب ترامب أيضًا بشأن صفقاته التجارية في موسكو خلال حملة 2016.
سأل فريق التجسّس المضاد نفسه: لماذا يكذبون جميعًا؟ ماذا كانت علاقة ترامب بالروس؟ هل كان ذلك يتعلق بالمال؟ كانت احتمالية أن يكون لدى الروس “kompromat” (المعلومات المخترقة) موارد ترامب المالية قوية.
وكان ترامب، على الأرجح، هدفًا للمخابرات الروسية منذ الأيام الأخيرة للحرب الباردة ، كما يتفق مع الكاتب عشرات من قدامى المحاربين في وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)”.
تساءل عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي المضاد للاستخبارات: لماذا دعا ترامب السفير الروسي ووزير الخارجية الروسي إلى المكتب البيضاوي في اليوم الذي تلاه مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي- وتفاخر بذلك؟ أخبرهم ترامب بثقة: “لقد طردت رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي للتو”.
واجهت ضغوطا كبيرة بسبب روسيا. هذا خلع”. مثل بقية أميركا، علم مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذه المحادثة فقط من قراءات الحكومة الروسية. لكن بعد ذلك ظهر ترامب على شاشة التلفزيون، وقال إنه طرد كومي بسبب تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في العلاقات بين فريقي ترامب وبوتين في أثناء انتخابات عام 2016 وبعدها.
في المقال، تفسير لظاهره كشفتها وثائق مار-آ-لاغو، وهي إتلاف الوثائق الرئاسية “بحاجة إلى الاطلاع على السجلات السرية لمحادثاته مع بوتين ، تمامًا كما احتاجوا إلى تجميع الرسائل الممزّقة التي كتبها أميس إلى معالجه الروسي.
بعد أول حديث له وجهًا لوجه مع بوتين في عام 2017، صادر ترامب ملاحظات مترجمته، مارينا غروس. ولا توجد أميركية لكنها تعرف ما قالوه في ثاني لقاء مدته ساعتان في هلسنكي قبل عامين.
إذا لم يتمكّن مكتب التحقيقات الفيدرالي من الحصول على السجلات، فعليه التحدّث إلى غروس. يمكن انتهاك مدونة السرية الخاصة بها، مثل تلك الخاصة بالمحامين والكهنة، إذا لزم الأم”.
يبدو إن الإجابه على سؤال العصر باتت قريبة.
* ياسر أبوهلالة كاتب وصحفي أردني
(العربي الجديد)
[cov2019]