تمثيل الثقافات الفرعية في السلطة السياسية الامريكية
مؤشرات تفسر بعض ما يمور بباطن المجتمع الامريكي. لكن ربطها بمتغيرات القوة في البنية الامريكية وبالبيئة الاقليمة والدولية يجعل الصورة أكثر وضوحا.
* * *
تقديم اشرف السعدني
يعد المجتمع الامريكي من أكثر المجتمعات في العالم تنوعا في الخلفيات الدينية والعرقية واللغوية والمذهبية ولون البشرة، لكنه أيضا من أكثر المجتمعات خللا في نسبة التمثيل السياسي في مؤسسات صنع القرار، إذ تكشف الارقام الرسمية الامريكية المؤشرات التالية التي تؤكد خلل نسب التمثيل للثقافات الفرعية.
أولا: دينيا
أ- يمثل المسيحيون( الذين يصفون انفسهم بالمسيحي) حوالي 65 بالمئة من المجتمع الامريكي لكنهم يسيطرون على 88.1 بالمئة من مقاعد الكونغرس
ب- يمثل البروتستانت 43 بالمئة من الامريكيين لكنهم يسيطرون على 55.4 بالمئة من الكونغرس
ت- يشكل اليهود أقل من 2 بالمئة من المجتمع لكنهم يسيطرون على 6.2بالمئة من مقاعد الكونغرس
ث- بينما يمثل المسلمون حوالي 1بالمئة من السكان لكن تمثيلهم في الكونغرس حوالي 0.6 بالمئة.
ج- يمثل الملحدون واللاأدريون حوالي 26 بالمئة الا أنهم لا يمثلون الا 0.2 بالمئة من مقاعد الكونغرس.
ثانيا: من حيث اللون
أ- يمثل السود حوالي 13.4 بالمئة من سكان الولايات المتحدة ، لكن تمثيلهم في الكونجرس هو 10.4بالمئة
ثالثا: المرأة.
تشكل المرأة 51 بالمئة من المجتمع الامريكي لكن تمثيلها في الكونجرس 25.5 بالمئة.
رابعا: التمثيل حسب معدل الدخل.
ينتمي 52 بالمئة من اعضاء الكونغرس الى فئة المليونيرات، بينهم 10 بالمئة من الاعضاء يمتلكون 3 اضعاف 90 بالمئة الباقين من الاعضاء.
خامسا: الفروق الطبقية المتزايدة في المجتمع الامريكي.
طبقا لارقام البنك الدولي تتزايد الفروق الطبقية في المجتمع الامريكي منذ 1975، فقد ارتفع الفرق في مؤشر جيني Gini Index من 34.5 عام 1979 الى 41.4، وتعد هي الاسوا في عدالة توزيع الدخل بين جميع الدول الصناعية.
سادسا: الرؤساء
أ- رغم أن الكاثوليك يمثلون 20 بالمئة من السكان الا أن عدد الرؤساء الكاثوليك اثنان هما جون كينيدي و جو بايدن الحالي (الأول تم اغتياله عند منتصف فترة حكمه تقريبا)، أي ان نسبة تمثيلهم في الرؤساء هي 4.3 بالمئة.
ب- رغم ان السود يمثلون أكثر من 13 بالمئة من السكان الا ان عدد الرؤساء منهم 1 فقط (أوباما) ، أي بنسبة 2.17 بالمئة فقط، كما ان نسبتهم في حكام الولايات حاليا هي صفر بالمئة.
لعل هذه المؤشرات تفسر “بعض” ما يمور في باطن المجتمع الامريكي. لكن ربطها بمتغيرات القوة في البنية الامريكية وبالبيئة الاقليمة والدولية يجعل الصورة اكثر وضوحا. وهذا متروك للباحثين.
* د. وليد عبد الحي أكاديمي باحث في الدراسات المستقبلية.