حين يسخر مارتن إنديك من بنيامين نتنياهو
حين يسخر مارتن إنديك من بنيامين نتنياهو
احتفل نتنياهو بنجاح «مقولته»: «السلام مقابل السلام» باعتبار أن السلام المبني على القوة، لا يستوجب دفع أي ثمن بالمقابل.
تعمل إسرائيل بشغف لتفتيح قنوات التواصل مع الحركات الانفصالية والتفتيتية المسلحة بمنطقتنا من شرق ليبيا إلى جنوب اليمن.
إسرائيل لا تمانع السلام والتطبيع مع دول عربية أو إسلامية بل ترحب وتسعى لذلك شريطة عدم خسارة «تفوقها الاستراتيجي النوعي».
لا تجيز إسرائيل تمرير سلاح «كاسر للتوازن» من هنا تقصد بمعادلة «السلام مقابل السلام» الامتناع عن تقديم تنازلات لصالح الفلسطينيين.
نتنياهو لا يمانع «دفع ثمن» لأي دولة عربية تطبع مع إسرائيل لكن ليس من «كيس» إسرائيل الطافح بحقوق فلسطين وأراضيها المضمومة أو «قيد الضم»!
* * *
تقديم الكاتب والباحث الدكتور/ مازن النجار
لا يجرؤ أحد على اتهام مارتن إنديك بمعاداة السامية أو التنكر لمصالح إسرائيل وتفوقها. فالرجل معروف بخدماته الجليلة لدولة الاحتلال على مر السنين والعقود، ومن مواقعه المختلفة في عدة إدارات أمريكية. بيد أنه منذ زمن، لا يكاد يترك مناسبة من دون أن يوجه خلالها سهام نقده اللاذع إلى ظهر نتنياهو.
آخر ما صدر عنه، سخريته في واحدة من «تغريداته» الأخيرة، من احتفالية نتنياهو بنجاح «مقولته»: «السلام مقابل السلام»، على اعتبار أن السلام المبني على القوة، لا يستوجب دفع أي ثمن في المقابل.
قال إنديك إن دولاً عربية تريد السلام والتطبيع، بيد أنها تريد مقابلاً له.
الحقيقة أن نتنياهو، لا يمانع «دفع الثمن» لأي دولة عربية تريد سلاماً وتطبيعاً مع إسرائيل، شريطة ألا يكون هذا الثمن من «كيس» إسرائيل الطافح بالحقوق الفلسطينية المصادرة والأراضي المضمومة أو «قيد الضم»…
إسرائيل لا تمانع السلام والتطبيع مع أي دولة عربية أو إسلامية، بل ترحب بذلك، وتسعى إليه، شريطة ألا يترتب على ذلك، خسارتها «لتفوقها الاستراتيجي النوعي»، كما قال ويقول كبار قادتها السياسيين والعسكريين، حتى أنها لا تقبل بـ«التعادل» أو «الندية».
إسرائيل تجري حساباتها على الأمد البعيد، وتتحسب لتعاقب الأزمان، ومن باب الحرص والسلامة، فهي لا توافق ولا تجيز تمرير أي سلاح «كاسر للتوازن»، من هنا تبدو معادلة «السلام مقابل السلام»، صحيحة فقط إن كان المقصود بها الامتناع عن تقديم تنازلات لصالح الفلسطينيين.
وإسرائيل تتطلع بشوق لتفتيت المشرق والمغرب والخليج واليمن وحوض النيل، ومن «أحلامها السوداء»، أن تصبح «دولة الأقلية الكبرى» في «فسيفساء» الشرق الأوسط، لذلك نراها تعمل بشغف لتفتيح قنوات التواصل مع جميع الحركات الانفصالية والتفتيتية المسلحة في منطقتنا، من شرق ليبيا إلى جنوب اليمن.
وقبله جنوب السودان وصولاً إلى شمالي سوريا والعراق، إن تحت مظلة الشعار القومي أو الديني أو المذهبي. إسرائيل دائماً مستعدة لدفع ثمن التطبيع والسلام مع هذه الأطراف، طالما أن هذا الثمن، ليس من كيسها، ويخدم مرامي وأهداف مشروعها الأبعد…إسرائيل تجيد لعبة دعم «العصابات» و«المليشيات» كذلك.
* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني مدير مركز القدس للدراسات السياسية.
الدستور الأردنية