خالد أبو الخير كاتب صحفي من الأردن
ما يضيف إلى المشهد حقاً هم الفلسطينيون الذين يخطون سفرهم اليوم.. سفر المقاومة.
الفلسطينيون الجدد هم من يقاومون الاحتلال ، بكل ما في أيديهم من قوة وما في بلادهم من فضاءات حرة.
كان الرد على مجزرة مخيم جنين صاعقا لعدو مدجج بالسلاح لكنه عاجز أمام إرادة شعب مصر على استعادة حريته وحقوقه مصر على الحياة ولن يتنازل عنها.
يخطئ دعاة السلام بين الفلسطينيين والصهاينة لأنهم يتناسون أن لا أحد ينعم بالسلام ما لم يكن حراً وليس ثمة ما يخسره السجين المحاصر في بلاده ومدنه ومنزله!
يراهن الكيان الصهيوني على قدرة الزمن على تغيير الواقع وترسيخ الهزيمة واليأس في نفوس أجيال جديدة من الفلسطينيين بقمعهم وخنقهم ومحاصرة المدن بالمستوطنات والاقتحامات.
* * *
تقديم الكاتب الصحفي أشرف السعدني
لا يبدو أن اليهود يمكن أن يسلموا بأن لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، ولا أن يوقنوا أن المسجد الأقصى الذي يستهدفونه؛ بهدف اقامة هيكلهم المزعوم، دونه المهج والأرواح، فهم حين يقتربون منه ويقتحمونه يؤججون غضب أمة.. ما زالت حية، رغم كل التكالب الحاصل عليها، والمصائب التي حلت بها.
دأبهم أن يحاولوا المضي قدماً في مشروعهم لإكمال اغتصاب فلسطين، وفرض سياسة الأمر الواقع، رغم أن عقلاءَهم يدركون أن في ذلك مقتلهم، حالهم حال البعوضة التي تحوم حول الضوء.. حتى تحترق.
الفعل المقاوم الذي شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية رداً على اقتحام الاسرائيليين لمخيم جنين وارتكابهم مجزرة فيه، وتجديد وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، دعوته لاقتحام المسجد الأقصى، ليس بليغاً فحسب، لكنه كان صاعقاً ايضاً لهم، ويثبت أنهم مهما امتلكوا من قدرة وتفوق، ومهما تواطأ من تواطأ معهم، عاجزون تماماً أمام إرادة شعب مصر على استعادة حريته وحقوقه، مصر على الحياة، ولا يمكن أن يتنازل عنها.
رهان الكيان الصهيوني الأساسي على الزمن بأنه قادر على تغيير الواقع وترسيخ الهزيمة واليأس في نفوس الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، عبر قمعهم وخنقهم ومحاصرة المدن بالمستوطنات والاقتحامات، انقلب ضدهم، فالفلسطينيون الجدد هم من يقاومون الاحتلال ، بكل ما في ايديهم من قوة وما في بلادهم من فضاءات حرة.
لا تضيف بيانات الشجب العربية والدولية الخجولة جديداً إلى المشهد، في ظل وجود حكومات اسرائيلية متطرفة، مدججة برؤى توراتية وتلمودية مجنونة، ترفض كل مبادرات السلام وتمضي بالتصعيد والقتل والقمع إلى شفير الهاوية، دون ان تتعلم من درس المواجهات السابقة، وأن الشعب الذي تواجهه حالياً، أعزل من السلاح كما خططت وعملت، لكنه مدجج بالمقاومة، وقادرا على رد الصاع صاعين.
وخطأ الذين يدعون إلى السلام بين الفلسطينيين والصهاينة، أنهم يتناسون أنه لا يمكن لأحد أن ينعم بالسلام ما لم يكن حراً، ولا يوجد ما يمكن أن يخسره السجين المحاصر في بلاده ومدنه ومنزله.
ما يضيف إلى المشهد حقاً هم الفلسطينيون الذي يخطون سفرهم اليوم.. سفر مقاومتهم