بقلم /أشرف فوزى
الحزب السياسي، (بالإنجليزية: Political party) هو تنظيم اجتماعي دائم، قائم على مبادئ وأهداف مشتركة، بهدف الوصول إلى السلطة، ويضم مجموعة بشرية متجانسة في أفكارها، ويمارس مختلف النشاطات السياسية وفقا لبرنامج عام، لتحقيق أهدافه، وتوسيع قاعدته الشعبية على المستويات المحلية، والوطنية، والدولية
يوجد أكثر من تعريف للحزب السياسي بحسب الدراسات الأكاديميّة في العلوم السياسيّة، منها أن الحزب السياسي هو تنظيم قانوني يسعى للوصول إلى رأس السلطة الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج الحزبي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومنها أن الحزب السياسي هو تنظيم ديمقراطي يمارس العملية الديمقراطية داخل الحزب بانتخاب أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب ووضع الرؤى والأهداف الاستراتيجية، وخارج الحزب بالمشاركة في الانتخابات بمستوياتها المختلفة، سواء المحلية أم البرلمانية أم الرئاسية، ويربط الحزب السياسي بصفة عامة بين مجموعة المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسيّة واحدة هي رؤية الحزب وبين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة.
شروط نشأة وعمل الأحزاب السياسيّة
لا تكفل جميع الدول إنشاء أحزاب سياسيّة وفق أنظمة الحكم والدساتير المتبعة بها، بينما تكفل بعض الدول حرية إقامة الأحزاب ولكن مع عدم توفير المناخ المناسب للعمل الحزبي، وتحتاج الأحزاب السياسيّة للعمل على أرض الواقع وتحقيق الشكل الديمقراطي التمثيلي عدة عوامل، من أهمها:
١-توفير حرية التنظيم والتجمع وإبداء الرأي بالأشكال السلمية المختلفة وعبر الوسائط القانونية،
٢-ضمان مبدأ التعددية الحزبية الذي يعني إمكانية إقامة أكثر من حزب بتوجهات فكرية مختلفة، مع غياب تمييز الدولة وعدم تدخلها لصالح أحد الاحزاب دون الآخر.
التصنيف الحديث للأحزاب السياسية عالميا
١-نظام الحزب الواحد:
وهو النظام الذي يرفض فيه الحزب الديمقراطية، ولا يؤمن بالتعددية السياسية والأحزاب.. وإنما يعتبر نفسه ممثلا لجميع شرائح المجتمع، وقد ظهر في الاتحاد السوفيتي، والدول الاشتراكية، وايطاليا، وألمانيا، في فترة مابين الحربين العالميتين، ويوجد اليوم في كوريا الشمالية باسم (الحزب العمالي الكوري الموحد).
٢-نظام الحزب القائد :
هو نظام قائم على وجود عدة أحزاب سياسة، مع تميز احدها في مركز أقوى من غيره، ومتمتع بنفوذ كبير، يمكنه من تولي قيادة تحالف تلك الأحزاب، بعد الاتفاق على برنامج عمل وطني عام، وهو يختلف على الجبهة الوطنية التي تضم أحزابا متقاربة في قوتها ونفوذها.
ولذلك فإن الأحزاب المتحالفة، مع الحزب القائد، تمارس نشاطاتها، ولكن ضمن إطار التحالف، والتنسيق مع الحزب الأقوى.
ومثال ذلك نظام حزب البعث العربي الاشتراكي السابق في العراق، ومعه بعض الأحزاب الكردية المتعاونة معه، والحزب الشيوعي العراقي.
أما مبررات هذا النظام، فهو العمل سوية لتحقيق انجازات داخلية وخارجية، ودرء التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، وتحقيق الاستقرار السياسي، وتوعية الشعب، وصيانة الحقوق الوطنية، والتعبير عن مصالح الشعب العليا .
٣-نظام الحزب المسيطر :
هو نظام قائم على وجود أحزاب سياسية أخرى، إلى جانب حزب كبير مهمين على اغلب المؤسسات السياسية، ومستند إلى قاعدة شعبية كبيرة، وبالتالي يصعب على الأحزاب اجتيازه، فضلا على أن الأحزاب القائمة تكون ضعيفة، ومشتتة، وهذا لا يمنع وصول احد تلك الأحزاب إلى السلطة، لان ذلك حق دستوري لجميع الأحزاب.
ويمكن اعتبار الحزب الوطني الديمقراطي هو الحزب المسيطر في مصر، منذ عهد السادات ولحد الآن، إذ انه يهيمن على رئاسة البلاد، ومجلس الشعب، رغم وجود أحزاب أخرى تمارس نشاطاتها عبر صحافتها، وممثليها، في البرلمان، ويطلق عليه أيضا نظام “الحزب المهيمن”، و”نظام الحزب الغالب”.
٤-نظام الجبهة الوطنية :
وهو نظام قائم على ائتلاف مجموعة من الأحزاب المتماثلة في أهدافها، والمتقاربة، في قدرتها وأحجامها.. من اجل تنفيذ برنامج وطني متفق عليه، وبناء على ذلك يتم الاتفاق على عدد المقاعد النيابية لكل حزب، والحقائب الوزارية الأخرى، والمناصب الأخرى.
٥-نظام الحزبين :
هو نظام شائع في كثير من دول العالم، إذ تنص الدساتير على حرية العمل الحزبي، وتتنافس عشرات الأحزاب في الساحة السياسية، وتعمل بكامل حريتها للوصول إلى السلطة.
ولكن في الواقع العملي يتمحور الاستقطاب على حزبين كبيرين، يتناوبان السلطة، وفقا للنتائج التي تحصلان عليها، والتي تكون في الأغلب متقاربة، وحين يفوز أحدهما بالأغلبية في البرلمان يمارس السلطة المحددة في الدستور، وينتقل الثاني إلى المعارضة، ومثال ذلك حزب العمال، وحزب المحافظين في بريطانيا .. والحزب الديمقراطي، والحزب الجمهوري، في الولايات المتحدة الأمريكية.
٦-نظام التعددية الحزبية :
وهو نظام وجود أحزاب متقاربة في قوتها وقدرتها وحجمها تنافس على الوصول إلى الحكم عبر الانتخابات ولكن أي واحد منها لا تستطيع إجراء الأغلبية لتشكيل الحكومة.
لذلك تضطر إلى الائتلافات الحزبية مع بعضها، لضمان الأكثرية في مجلس النواب، الأمر الذي يستدعى تنازل كل حزب عن بعض أهدافه عبر المساومات، وصولا إلى الاتفاق على مبادئ وأهداف معينة، وبالتالي تشكيل الوزارة من ممثلي عدة أحزاب، أي تقاسم الحقائب الوزارية وفقا لقدراتها وعدة نوابها في مجلس النواب.
لذلك قد تكون الوزارة من حزبين متحالفين أو ثلاثة أحزاب أو أكثر وكلما كان العدد أكثر فإن الانسجام الوزاري يكون صعبا وقد يؤدي إلى تصدع الوزارة وإعادة تشكيلها، أو إلى إجراء انتخابات جديدة، وتشكل إيطاليا مثالا حيا للتعددية الحزبية منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك فرنسا، وألمانيا، ودولا أوروبية أخرى.
٧-عدم وجود أحزاب :
وهو عدم وجود أحزاب حقيقية، عدا وجود جماعات متعددة غير ثابتة ومؤقتة ومائعة التي لا ينطبق عليها التعددية الحزبية.. وكانت هذه حالة الدول الأوربية الوسطى وغالبية الدول في إفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، وكثيرا من دول أمريكا اللاتينية، والدول الكبرى في القرن التاسع عشر.
[cov2019]