في ذكري رحيلها .. ماري منيب تزوجت مرتين وقامت بتربية أولاد شقيقتها
كتب: جوهر الجمل
من الوهلة الأولي التي تراه فيها الفنانة مارى منيب علي الشاشة تذهب معها ومع ايفيهاتها التي لا تُنسي الي عالم الضحك والفرفشة بل يصل بك الأمر لحد القهقهة الشديدة التي يكاد ينفطر قلبك من شدتها وقوتها، وخصوصا عندما تطلق ضحكاتها الصافية وتتكلم بطريقتها المعهودة، كما لا يمكن ان تنسي اشهر ايفيهاتها في السينما “إسألني أنا حماتك مدوباهم إتنين”، أما المسرح لا يمكن ان تشاهدها علي خشبة المسرح الا وقد شدت انتباهك طيلة العرض المسرحي.
وايضا لا يمكن ان تنسي اشهر ايفيهاتها علي المسرح “إنتي جاية اشتغلي سواقة”، إنها ايقونة الضحك والفرفشة ايقونة الحماة المتسلطة ام دم خفيف العملاقة النجمة ماري منيب والتي تمر اليوم الذكرى الـ52 على وفاتها، حيث ودعت عالمنا فى مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1969، فى نفس الليلة التى قدمت فيها واحد من أفضل عروضها المسرحية، حيث كانت تقدم مسرحية باسم “خلف الحبايب”.
اسمها بالكامل «مارى سليم حبيب نصرالله» واسمها الفنى«مارى منيب»، وهى مولودة في الحادى عشر من فبراير ١٩٠٥ في إحدى ضواحى دمشق، ولكنها نزحت مع أسرتها إلى مصر وأقامت في حى شبرا، توفى والدها وهى في الثانية عشرة من عمرها،فاضطرت للعمل في ملاهى روض الفرج.
ثم انتقلت بعد ذلك للعمل في المسرح مع فرقة فؤاد الجزايرلى، حيث بدت عليها موهبتها الفنية في سن مبكرة. ثم فرقة على الكسار، ثم أمين عطاالله، ثم بشارة واكيم ومحمد بيومى، ثم أخيراً فرقة مسرح رمسيس وفرقة الريحانى،وظلت بها حتى وفاة نجيب الريحانى عام ١٩٤٩، تحملت مسؤولية الفرقة مع بديع خيرى، وعادل خيرى، الذي قدمت معه أشهر مسرحياته «إلا خمسة».
أهم اعملها
ورغم أنها رحلت عن عمر ناهز 63 عاما، الا أنها استطاعت من خلال مسيرتها الفنية الطويلة ترك بصمة وحفر مكان فى قلوب محبيها بأعمالها وإتقانها للأدوار التى قدمتها، حيث قدمت العديد من الأعمال بين المسرح والسينما، فقد شاركت فى أكثر من 20 مسرحية أشهرهم “إلا خمسة، الدلوعة، خلف الحبايب”.
كما قدمت ما يقرب من 200 فيلم ويكاد يكون ذلك رقما قياسيا، وبرعت فى أداء دور الحماة المتسلطة الشريرة، التى دائما ما تحاول الدخول بين الرجل وزوجته لتسيطر على حياتهم، لذلك لقبت بحماة السينما المصرية، ورغم هذا الدور الذى يتسم بالجبروت إلا أنها أستطاعت أن ترسم البسمة على وجوه الجمهور بأسلوبها الكوميدى.
بالاضافة الى أشهر إفيهات مارى منيب بدور الحماة هى “بلا نيلة”، و”طوبة على طوبة خلّى العركة منصوبة”، “الخنقات دى الفلفل والشطة بتاع الجواز”، و”حماتك مدوباهم اتنين”.
بدأت مشوارها في السينما منذ عام ١٩٣٤ في فيلم «ابن الشعب»، وانتهى عام ١٩٦٩ حيث آخر أفلامها «لصوص ولكن ظرفاء» مع أحمد مظهر وعادل إمام، ورغم تنوع أدوارها على الشاشة، فإن دورالحماة قد غلب على أعمالها، حماة قاسية لكن كوميدية الطابع.
قدمت مارى منيب في مشوارها السينمائى عدداً كبيراً من الأفلام الناجحة، كان من أبرزها
- «العزيمة» للمخرج كمال سليم
- «سى عمر»و«ليلى بنت الفقراء»
- «لعبة الست»مع نجيب الريحانى وتحية كاريوكا
- «بابا أمين» إخراج يوسف شاهين
- «الأسطى حسن»
- ابن حميدو
- «عفريتة إسماعيل ياسين»
- «أم رتيبة»
- «حماتى ملاك»
- «الناس اللى تحت»،
كما ان الفنانة مارى منيب هي جدة المطرب عامر منيب الذي تمنى في أحد تصريحاته الصحفية أن يتم إنجاز عمل درامى عن جدته، وأن الورثة موافقون، ذلك أن حياتها مليئة بالدراما من مولدها في إحدى ضواحى دمشق وحتى رحيلها عن عالمنا.
أما الجانب الآخر من حياة حماة السينما المصرية مارى منيب الشخصية مختلفا تماما عن الصورة التى قدمتها فى السينما، حيث اتسمت شخصيتها بالطيبة والود بشهادة الجميع، لكن ربما حدثت مفارقة كبيرة في حياتها الشخصية والتي استخدمتها في احد افلامها وهي عبارة “مدوابهم اثنين” التى اشتهرت بها خلال تقديم دور الحماة، حيث كانت جزءا من حياتها الشخصية فهى بالفعل تزوجت مرتين، وأيضا تعرضت لتدخل والدتها فى حياتها الشخصية مع زيجتها الأولى، فوالدتها رفضت بشدة تلك الزيجة وحاولت أن تطلقها عن زوجها، ولكنها رفضت وتمسكت بالزواج، وربما هذا ما استمدت منه بعض ما قدمته فى دورها كحماة، وزيجتها الثانية كانت من زوج شقيقتها المتوفية، وذلك لتربى أولادها مما يدل على عطف وطيبة الراحلة مارى منيب.
[cov2019]
