كوخافي صوت عال وحنجرة فارغة
رغم وعود كوخافي وصوته العالي وتهديداته الصاخبة لكن حنجرته تبقى فارغة بلا مضمون حقيقي!
التقديرات تذهب الى احتمال عال للتصعيد بفعل الاستفزاز الذي يقوده قادة الكيان الصهيوني.
لم يتخلف أحد من قادة الكيان الصهيوني عن التحذير من انفجار الأوضاع الامنية في الأراضي الفلسطينية على خلفية مسيرة الأعلام.
المواجهة حتمية على الأرض وقد تنتقل المواجهة إلى السماء بين صواريخ المقاومة والقبة الحديدية الإسرائيلية وقد تتوسع شمالا على حدود لبنان وسورية.
سيناريوهات صعبة ناجمة عن رغبة قوية لإرضاء اليمين الصهيوني وتجنب مواجهة داخلية وإن قادت لمواجهة خارجية يراها قادة الحكومة الجديدة أقل كلفة من مواجهة داخلية..
* *
تقديم الكاتب الصحفي / اشرف السعدني
لم يتخلف أحد من قادة الكيان الصهيوني في التحذير من انفجار الاوضاع الامنية في الأراضي الفلسطينية على خلفية مسيرة الأعلام التي أقرها يوم أمس وزير الامن الداخلي الصهيوني عن حزب العمل عومر بارليف، بعد اجتماع أمني ضم مفتش الشرطة شبتاي، ومدير شرطة الاحتلال في القدس ترجمان، وقادة أمنيين في الجيش والشاباك.
أفيف كوخافي قائد هيئة الاركان لمواجهة المأزق الامني؛ حذر من انفجار الاوضاع معلنا عن نشر بطاريات الصواريخ الخاصة بالقبة الحديدة لتشمل كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
كما استنفر الجيش وقوات الشرطة في فلسطين كافة، من ضمنها البلدات المختلطة في أراضي الداخل المحتل كاللد ويافا وحيفا وغيرها.
حالة الاستنفار لم تقتصر على القدس، فدعوات النفير العام والاستنفار دعت لها كافة الفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية، فالمواجهة حتمية على الأرض، ليبقى السؤال مفتوحا عن إمكانية ان تنتقل المواجهة الى السماء بين صواريخ المقاومة والقبة الحديدية الإسرائيلية، والأهم إمكانية توسعها شمالا على الحدود اللبنانية والسورية، فضلا عن توتير الجوار الجغرافي في مصر والاردن.
التقديرات تذهب الى احتمالية عالية للتصعيد بفعل الاستفزاز الذي يقوده قادة الكيان الصهيوني؛ فالخارجية الاسرائيلية وجهت رسالة الى القيادة المصرية تدعوها للضغط على حركة حماس لضبط ردود فعلها، متجاهلة الاحتجاج المصري على مسيرة الأعلام!
إذ وصفت وسائل الإعلام الصهيونية العلاقة مع مصر بالمتوترة على خلفية الإصرار الذي يبديه قادة الكيان لإنفاذ مسيرة الأعلام أمام باب العامود وفي أحياء القدس القديمة.
يذهب قادة الكيان الصهيوني إلى المواجهة متشككين بجدواها، آملين بأن تؤدي رسائل التهديد والوعيد والاستعدادات الامنية الى تخطي عقبة مسيرة الخراب التي يقودها اليمين والمتطرفون.
فالمواجهة إن اتسعت ستعيق بشكل مؤكد عمل الحكومة المتشكلة حديثا، وستضعها امام اختبار خطير ليس أمام المجتمع الصهيوني المتطرف وحسب، بل وأمام الحلفاء الغربيين والشركاء الإقليميين والجوار الجغرافي، ومن ضمنهم الاردن ومصر.
أمام الوضع المتفجر وحالة عدم اليقين؛ يجد قادة الكيان أنفسهم أمام سيناريوهات صعبة متخلقة عن الرغبة القوية لإرضاء اليمين وتجنب المواجهة الداخلية وإن قادت الى مواجهة خارجية، فقادة الحكومة الجديدة يرون أنها أقل كلفة من المواجهة الداخلية..
فرضية ورؤية ترجح سيناريو المواجهة المحدودة والخاطفة في حال امتد الاشتباك لسماء فلسطين، فلا مصلحة للكيان الصهيوني بأن تطول المواجهة وتمتد داخليا وخارجيا، فرغم وعود كوخافي وصوته العالي وتهديداته الصاخبة؛ إلا أن حنجرته ستبقى فارغة بلا مضمون حقيقي.
حازم عياد كاتب صحفي أردني
(السبيل)