ماكين مديرة برنامج الغذاء العالمي تقود تجويع غزة
متابعة / الدكتور مازن النجار
مشاركتها في المنتدى وجلوسها بجانب إيهود أولمرت كان خيانة لوظيفتها الأمامية ولمبدأ الحياد الذي يحكم عمل الموظفين بوكالات الأمم المتحدة.
شاركت في جمع التبرعات لصالح إسرائيل وجيشها تزامنا مع حملة تجويع قطاع غزة، واستجابات البرنامج البطيئة حيال حاجات المدنيين خلال الحرب.
يتداول موظفو برنامج الغذاء العالمي رسالة داخلية تشكك بـ”الأخلاقيات المهنية” لماكين، وتطالب بـ”استقالتها فورا من منصبها بسبب حضورها منتدى هاليفاكس.
مشاركة مديرة برنامج الغذاء العالمي في ظل مجاعة غزة لمدح دولة تمارس كل أشكال التوحش والجرائم في حق الإنسانية يظهر دور البرنامج المنعدم في تقديم الغذاء لغزة.
مؤشر على دور ماكين في تجويع غزة وإذا ثبت ذلك فهي شريكة في جرائم الاحتلال واستخدام برنامج الغذاء العالمي كأداة لأمريكا وحلفائها لخدمة مصالحها السياسية.
لا تستبعد شبهات استخدام أموال التبرعات لاستيراد الغذاء من شركات كبرى متعددة الجنسيات تحتكر السوق العالمية ومنها شركات تملكها عائلة ماكين، بدل تعزيز إنتاج محلي أكثر استدامة للقضاء على الجوع.
* * *
إذا أردتم أن تعرفوا حجم المأساة الإنسانية بغزة عليكم أن تعرفوا أولا من هو المسؤول عن برنامج الغذاء العالمي أنها سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي.
فبينما كانت طائرات ودبابات الاحتلال تدمر قطاع غزة وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليه وتستخدم التجويع كسلاح في حرب الإبادة الجماعية كانت سيندي ماكين، مديرة البرنامج المعني بمكافحة الجوع والقضاء عليه، تشارك في “منتدى هاليفاكس للأمن الدولي” في كندا، وخصصت إحدى فعالياته للإشادة بـ”الديمقراطية الإسرائيلية”، ومنح جائزة زوجها الراحل السيناتور الأميركي جون ماكين لمنظمة “أخوة السلاح” الإسرائيلية دعما لجهودها في مساعدة المدنيين الإسرائيليين وإغاثتهم وتخفيف ضغوط الحرب على الحكومة الإسرائيلية.
ومع بدء الحرب على غزة، ركزت المنظمة اليهودية جهودها للمساعدة والإغاثة، وتحولت إلى أكبر وكالة مساعدات غير حكومية، وقامت بتنظيم أنشطة تطوعية لإغاثة الإسرائيليين الذي تم إجلاؤهم من غلاف غزة والمناطق الحدودية مع لبنان، ومساعدة عائلات الأسرى والمفقودين، وتأمين المتطوعين للعمل في المزارع التي فرغت من عمالها.
وبحسب الكاتبة ڤيڤيان عقيقي في موقع “الصفر” الإلكتروني أنه بالنظر إلى الدور الأمني الذي يلعبه “منتدى هاليفاكس”، فمن غير المفاجئ أن يختار تكريم دولة الاحتلال في دورته لهذا العام بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
مشاركة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في ظل مجاعة في غزة لمدح دولة تمارس كل أشكال التوحش والجرائم في حق الإنسانية موضع أسئلة حول الدور السلبي جدا الذي يقدمه هذا البرنامج في المساعدات الإنسانية بغزة وهو دور غير موجود أساسا.
بالطبع لسنا غافلين عن مواقفها وموقف زوجها الداعمة لدولة الاحتلال، عدا عن الصداقة العائلية التي تجمعهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف ماكين عند وفاته بـ”الصديق الشخصي، والصديق الحقيقي لإسرائيل وأكبر مدافع عنها”.
مشاركة سيندي ماكين في المنتدى وجلوسها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت كان خيانة لوظيفتها الأمامية ولمبدأ الحياد الذي يحكم عمل الموظفين في وكالات الأمم المتحدة، ويعطينا مؤشرا على دور ماكين في تجويع غزة وإذا ثبت ذلك فهي شريكة في جرائم الاحتلال واستخدام برنامج الأغذية العالمي كأداة من الولايات المتحدة وحلفائها لخدمة مصالحها السياسية.
ويعد برنامج الأغذية العالمي أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع، ويستفيد منه أكثر من 90 مليون شخص في أكثر من 70 بلدا في العالم، من خلال المساهمات المالية التي تقدمها الدول والشركات من القطاع الخاص، والتي بلغت قيمتها نحو 9,6 مليار دولار في عام 2021، وتجاوزت 10 مليارات دولار في عام 2022 بحسب التقرير السنوي للبرنامج وتأتي مجمل هذه المساهمات تأتي من خمس جهات، وهي: الولايات المتحدة، وألمانيا، والمفوضية الأوروبية، وبريطانيا وكندا، وهي نفسها الدول الرئيسة الداعمة لجرائم الاحتلال والتي تتحكم بقرارات البرنامج.
لقد لعب هذا البرنامج دورا مخزيا وخجولا جدا في منع من استخدام سلاح التجويع ضد أكثر من مليوني شخص في القطاع سواء في الحرب الحالية أو طوال سنوات الحصار التي هدد البرنامج مرات عدة في خلالها بقطع المساعدات تحت ذريعة نقص التمويل عندما كانت موارد البرنامج منصبة على إغاثة أكثر من 10,5 مليون أوكراني في الحرب الروسية الأوكرانية.
وتقول الكاتبة عقيقي إنه لا يمكن استبعاد شبهات توظيف المصالح السياسية، بما يخدم رأس المال العالمي، حيث تستخدم أموال التبرعات جميعها لاستيراد الأغذية من شركات الأغذية المتعددة الجنسيات الكبرى التي تحتكر السوق العالمية، ومن بينها شركات تعود ملكيتها لعائلة ماكين، بدلا من تعزيز الإنتاج المحلي كوسيلة أكثر استدامة للقضاء على الجوع.
بحسب موقع “ديفيكس” الذي يعنى بالتنمية المستدامة، يتداول موظفو برنامج الغذاء العالمي رسالة داخلية تشكك بـ”الأخلاقيات المهنية” لماكين، وتطالب بـ”استقالتها فورا من منصبها بسبب حضورها في منتدى هاليفاكس، وهو ما يضر بالحياد المتصور للبرنامج وبسمعته كحامل لواء مكافحة الجوع في العالم ورفضه استخدام الغذاء كسلاح في الحروب.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى استقالتها بسبب انتهاكها مبدأ الحياد من خلال مشاركتها في جمع التبرعات لصالح دولة الاحتلال والجيش الإسرائيلي بالتزامن مع حملة التجويع التي يتعرض لها قطاع غزة منذ بدء الحرب، والاستجابات البطيئة للبرنامج حيال حاجات المدنيين في غزة في خلال الحرب، بالإضافة إلى بيان آخر صادر عن المجموعة العربية لحماية الطبيعة دعا إلى المشاركة في الضغط على الأمم المتحدة لطرد ماكين.
وبعدد سبات عميق تكشف لنا ماكين قبل أيام أن المساعدات التي تدخل غزة ليست كافية على الإطلاق لتلبية احتياجات السكان هناك الآخذة في التزايد بشكل كبير.
وأضافت ماكين في بيان عقب زيارتها لمعبر رفح الذي تمر عبره شاحنات المساعدات من مصر إلى غزة “نحتاج إلى مواصلة العمل معا من أجل الوصول الآمن والمستدام إلى غزة على نطاق يتماشى مع الأوضاع الكارثية التي تواجهها الأسر هناك”.
وهو تصريح بلا معنى لأنه لا يترتب عليه أي فعل حقيقي فالشاحنات مكدسة في جميع المعابر، وكل ما قامت به ماكين زيارة وظيفية لرفع العتب، كما أنها وصفت لنا ما يعرفه العالم بأسره، فمتى تتعامل مع مجاعة غزة بنفس حماسها في تكريم “أخوة السلاح” الإسرائيلية!
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن