يبقى الود ما بقي العتاب / حنان أمين سيف
يبقى الود ما بقي العتاب / حنان أمين سيف
العتاب، هو صفه راقية لا يمتلكها الكثيرون، فهو فن التعامل مع الأقارب والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، وهو لغة الأشخاص الذين يحملون صفة الوفاء، وهي صفة نادرة،
حين أعاتبك فحتماً أنا أحبك فعتابنا هو عنوان الحب لأننا لا نريد أن تظل بعض الشرارات مشتعلة تحت الرماد وإنما نخمد النيران كلها.ويكون العتاب على قدر المحبة . حين نتعاتب لحدوث موقف معين أفضل من الكتمان بداخلنا حتى لا يتلاشى ما فى قلوبنا تجاه الآخرين من محبة وموده . العتا ب لا ينقص من مقدر الحب بيننا لكنه يزيد التقارب والتفاهم .حين نتعاتب ونصفى نفوسنا ترتاح قلوبنا .
أحيانا لم نعاتب ولم نناقش مع من نحبهم أسباب الخلاف، و نكتفى بصلح “باهت” لاستئناف الحياة ولا ندرى أن بذلك تفقد حياتنا بريقها وبهجتها.
فالزوج يعاتب زوجتة والزوجة تعاتب زوجها والأخ يعاتب أخيه والصديق يعاتب صديقة وأشد أنواع العتاب هو العتاب بالنظرة،و يجب تجنب العتاب أمام الآخرين حتى لا نحرج من نحبهم.
البعض يرفض العتاب، والبعض يعتبره رقيباً على تصرفاته، ولا يدرون أن حين نفقد الرغبة في العتاب فإنما فقدنا الرغبة في الحديث معهم
عندما نرفض العتاب ونصوم عن الكلام، إنما يدق الصمت مسماراً في نعش الحب الذي يجمع بين القلوب
، وربما فقدنا الرغبة في تقاسم الحياة معهم من الأساس. لا يعلمون أن العتاب يغسل القلب ويجلي أسباب الخلاف من الجذور، فلم يعد لها وجود ولا تنمو وتنغص علينا حياتنا،
العتاب بين الأحبة والأهل، والأصدقاء ضرورة لبقاء العلاقات نقية لا تشوبها شائبة، ولا نخشاه بل نخشى عدم الرغبة فيه ورفضه.
العتاب فن، ينبغي أن يكون باباَ مفتوحاَ للحب والود والمشاعر الدافئة، و”فِلْتَرَ” العلاقات الإنسانية، ومصفاتها التي تنقي شوائبها فتظل صافية، نقية،
وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
على قدر الهوى يأْتي العتاب ومن عاتبت يفديه الصحاب
ألوم معذبي ، فألوم نفسي فأُغضبها ويرضيها العذاب
ولو أني استطعت لتبت عنه ولكن كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهوى يجازى ومالكه بأن يجني يثاب.