حرب اللقاحات العالمية وموجة الوباء الثالثة

0

حرب اللقاحات العالمية وموجة الوباء الثالثة

التجاذبات الدولية بلغت مستوًى حرجًا في التصارع على اللقاحات.
حرب اللقاحات يمكن أن تأخذ منحًى جديًّا في حال لم يتم تداركها والتجاذبات بلغت مستوًى حرجًا برز بوضوح في أوروبا والهند وامريكا.
بات صراع اللقاحات هاجسًا لصناع القرار فالتعافي الصحي يعني سرعة التعافي الاقتصادي وهي معادلة تداخلت مع حسابات الربح والخسارة للشركات والمنتجين!
* * *

الكاتب الصحفى أشرف السعدنى 

بولندا الدولة الاولى التي تسجل اول عملية سطو على لقاحات كورونا من احد المراكز الصحية في قرية نائية، ورغم محدودية الخسارة التي لم تتجاوز حرمان 15 شخصاً من اللقاح، فإن المخاوف العالمية كبيرة من تعرض شحنات كبيرة من اللقاحات للسرقة والقرصنة والتسرب الى السوق السوداء، هذه المخاوف تزداد قوة مع احتدام الصراع بين لندن ودول الاتحاد الأوروبي، المستاءة من الاحتكار البريطاني للقاح “فايزر” بشكل ادى الى تقلص حصص دول السوق الاوروبية، التي لم تتجاوز نسبة من تم حقنهم باللقاح الـ 2%.

في حين تجاوز الـ 11% في بريطانيا التي تمكنت من توقيع اتفاق رفضت الكشف عن بنوده مع شركة استرازينيكا لإنتاج اللقاحات، مكنها من حيازة حصة كبيرة من إنتاج الشركة.

ورغم مناشدات الدول الاوروبية لحكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون بوقف خطة التلقيح الجماعي، والاكتفاء بالشرائح الاكثر عرضة للخطر.

أصرت بريطانيا على استكمال خطتها ما ادى الى نقص كبير للقاح في الاسواق الاوروبية.

صراع الدول

الصراع الدائر في القارة الأوروبية من الممكن ان ينعكس بشق طريقه الى العالم النامي والدول الفقيرة.

معززا من اهمية وقيمة السوق السوداء عالميا، ومحولًا المطعوم الى سلاح وسبب للتصارع بين الدول.

وهو ما حذر منه الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في 25 يناير/ كانون الثاني الحالي.

اذ اعتبر أن التعصب القومي في مجال اللقاحات قد يكلف الاقتصاد العالمي نحو 9,2 تريليونات دولار.

وقد تتكبد اقتصادات الدول الغنية نحو 4,5 تريليونات دولار من تلك الخسائر.

رأي شاركه فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى عدالة أكبر في توزيع اللقاحات المضادة للفيروس بين دول العالم.

التحذيرات العالمية

وايضا ورغم التحذيرات والدعوات العالمية للعدالة إلا أن الوقائع تشير الى مسار مغاير يعكس قدرا كبيرا من انعدام التعاون الدولي.

و تصاعد نزعة التصارع التي فاقمها انتشار السلالة الجديدة من الوباء والتي تمتاز بسرعة الانتشار.

ما دفع عددًا كبيرًا من الدول إلى إغلاق حدودها، واتباع إجراءات متشددة لحظر السفر.

ما رفع من منسوب التوتر بين الدول، وأعاد الهواجس لإمكانية موجة ثالثة مدمرة ترفع من أسعار اللقاحات.

وتزيد من صعوبة الحصول على اللقاح في الدول الفقيرة.

حملات التطعيم

العالم العربي ليس ببعيد عن حالة التصارع الناشبة، خصوصًا أن السلالة الجديدة غزت عددًا من الدول.

إذ حذرت يوم امس وزارة الصحة القطرية من تفش متسارع للوباء.

كمًا أن قطر حققت مكانة متقدمة في حملات التطعيم، في حين ان الامارات العربية ورغم أنها تمكنت من تطعيم 27% من سكانها.

فإن العديد من الدول الأوروبية أوقفت رحلاتها الجوية إليها، وحظرت السفر منها.

التدافع والتصارع على اللقاحات

التجاذبات الدولية بلغت مستوًى حرجًا في التدافع والتصارع على اللقاحات، تجاذبٌ جاء في وقت أعلن فيه الملك عبدالله الثاني أن الاردن كان الدولة الاولى التي تعمد الى توفير اللقاح للاجئين؛ اذ قامت بتطعيم أول لاجئ في العالم؛ ما يجعلها رائدة في هذا المجال.

وايضا تصريحٌ يعكس قوة التجاذبات الدولية.

وأهمية إعطاء الاعتبار للأبعاد الانسانية والاخلاقية الواجب مراعاتها دوليا في توزيع اللقاح، وتحديد الحصص عالميا.

حرب اللقاحات

حرب اللقاحات من المكن أن تأخذ منحًى جديًّا في حال لم يتم تداركها.

والتجاذبات بلغت مستوًى حرجًا برز بوضوح في القارة الاوروبية العجوز والهند وامريكا.

وبات هاجسًا لصناع القرار، فالتعافي الصحي يعني سرعة التعافي الاقتصادي.

وهي معادلة تداخلت مع حسابات الربح والخسارة للشركات والمنتجين.

ملف اللقاحات

حيث السيطرة على ملف اللقاحات معقدة، فاقمه الفايروس المتحور السريع الانتشار، فضلًا عن النزعات القومية وأطماع الشركات والدول.

كما ان فالعلم دخل في منعطف حاد جديد يتطلب قدرا كبيرا من التعاون الدولي المفقود حتى اللحظة، ويستدعي من الدولة الاردنية ان تضع ذلك بعين الاعتبار.

فمخاطر الموجة الثالثة قوية ومرعبة في ظل هذا المناخ الدولي المسموم!!

 

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

 

[cov2019]